(المصدر: اليوم السابع)
فى كتاب "أوهام الفكر" الصادر حديثا عن دار روافد يحاول دكتور عصمت نصار مؤلف الكتاب الإجابة عن سؤال: هل الأفكار الملتبسة والمشوشة ترجع إلى عيوب فى اللغة، أم أن العيب فى يكمن فهم المتلقى للمعنى والدلالات السياقية؟ ويحاول الكاتب الإجابة عن السؤال عن طريق فك الالتباسات فى مفاهيم بعينها، يرى أنها عالقة فى الذهنية المصرية بصورة غير دقيقة.
يطرح الكاتب فكرة أن العولمة الأمريكية أعلنت عداءها الصريح للإسلام، لأن ثوابته تتعارض تمامًا معها، لأن سياسية الهيمنة والسيطرة وتهميش الأغيار وطمس الهوية وترسيخ نظام طبقى وسحق المخالفين يخالف مفهوم عالمية الإسلام.
فى الكتاب كذلك قراءة فى فكر "بوحديبة" الذى أشار إلى أهمية تجديد الخطاب الدينى فى اتجاه مستنير محافظ، وهو المنهج الذى سار عليه الإمام محمد عبده، فى مقابل خفوت الثقافة الإسلامية، بعد انتهاء اتجاه المراجعة فى مقابل التشيع للماضى.
بعدها ينتقل الكاتب إلى تطور مفهوم العلمانية فى الثقافة المصرية، وما شابه من التباس، ويشير إلى مساعدة المثقفين الشوام فى نقل مصطلح العلمانية إلى الثقافة المصرية فى منتصف القرن التاسع عشر، ويورد الكاتب مثالاً على ذلك فى مقال للكاتب فرح أنطوان، نشر على صفحات مجلة الجامعة المصرية عام 1899، وفيه يقول أنطوان "الدين فى القلب ويختص بعالم الآخرة والتعاليم الغيبية الجامدة والحقائق المطلقة، أما العلم فهو روح المدنية والعقل، المعنى بتبرير شئون الدنيا ومعالجة النسبى بالنسبى".
ويؤكد الكتاب إلى تحول المتنورين العلمانيين المصريين فى بدايات القرن العشرين من المبالغة إلى الاعتدال بعد سقوط النظريات الطبيعية والفلسفية المناهضة للدين، مع عجز تلك النظريات عن القطع بعدم وجود إله مفارق للمادة وعالم الروح، ونهوض اليابان والصين، ومنافستهما للحضارة الغربية رغم تمسكهما بعقائدهم الدينية الوضعية، إفصاح الغرب عن أطماعه الاستعمارية، وعدائه غير المبرر للإسلام.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.