09 مايو 2011

إصدارات: كتاب "السياسة التركية تجاه منطقة الخليج العربي"




(المصدر: الشروق)

صدر مؤخرا كتاب جديد للدكتورة بتول الموسوي، بعنوان "السياسة التركية تجاه منطقة الخليج العربي منذ عام1991 وآفاقها المستقبلية".

ويشتمل الفصل الأول من الكتاب على مدخل عام للسياسة التركية وأبعادها تجاه منطقة الخليج العربي، وترى الدكتورة الموسوي أنه من الصعب فهم التطورات الحاصلة على الساحة الخليجية بمعزل عن بيئتها الأوسع المتمثلة بالساحة العربية، ولهذا تم تخصيص المبحث الأول لدراسة السياسة التركية تجاه الوطن العربي عموما منذ نهاية السيطرة العثمانية على المنطقة العربية بعد نشأة تركيا الحديثة عام1923، واستقلال الدول العربية على فترات مختلفة من القرن العشرين.

اما المبحث الثاني، فقد تضمن بحث موضوعه السياسة التركية تجاه منطقة الخليج العربي حتى عام 1991 ودراسة أهم التطورات التي طرأت على السياسة التركية تجاه هذه المنطقة أثناء هذه المدة، من خلال التطرق إلى أهمية منطقة الخليج العربي في المنظور الاستراتيجي التركي، كذلك موقف تركيا من الحرب العراقية-الإيرانية وأبعاد وتأثيرات هذه الحرب على تركيا وعلاقاتها في المنطقة.

وترى الدكتورة الموسوي في هذا الصدد أن تركيا استفادت سياسيا واقتصاديا خلال هذه الحرب بعد أن تبنت مبدأ الحياد مما جعلها منفذا اقتصاديا للطرفين المتحاربين، إذ تقول: "اكتسبت تركيا أهمية بالغة في المنطقة من وجهة نظر واشنطن التي سعت إلى استخدام تركيا كمعبر إلى إيران في مرحلة ما بعد الخميني، مستفيدة من تلك العلاقات التي تمكنت تركيا من بنائها مع إيران أثناء الحرب".

أما المبحث الثالث، فقد سلط الضوء على التطورات الحاصلة في السياسة التركية تجاه الخليج العربي على أثر انتهاء الحرب الباردة.

إذ ترى الموسوي أن أزمة الخليج وفرت فرصة ذهبية لتركيا لإعادة ترتيب أوضاعها السياسية في المنطقة عموما والخليج العربي بشكل خاص ولا سيما بعد الفراغ الاستراتيجي الذي نجم عن تدمير قوة العراق العسكرية، وفرض حصار اقتصادي شامل عليه.

أما الفصل الثاني فقد تضمن استعراضا للعوامل المؤثرة في السياسة التركية تجاه منطقة الخليج العربي، وقد تم تقسيمه أيضاً إلى ثلاثة مباحث اختص المبحث الأول منها بدراسة العوامل الجيوستراتيجية.

وقد تم التطرق خلال هذا المبحث لعاملين يمكن تصنيفهما ضمن العوامل الأمنية الأول: دور تركيا في قوة الانتشار السريع في منطقة الخليج العربي، والثاني: تحدث عن دور الأمن المائي ولاسيما مشروع (أنابيب السلام) الذي اقترحت تركيا من خلاله أن تزود دول الخليج العربي بالمياه، ثم بعدها بحث العوامل السياسية والاقتصادية ودراسة تأثيرها في السياسة التركية تجاه الخليج العربي.

إذ قدمت المؤلفة استعراضا لقيم التبادل التجاري، فضلا عن التوقف عند الاستثمارات المتبادلة بكافة أشكالها.

ويتطرق الفصل الثالث من الكتاب إلى علاقة تركيا بأمن الخليج العربي من خلال ثلاثة مباحث اختص أولها بدراسة ارتباط الدور التركي بالدور الأمريكي في الخليج العربي وما يشكله هذا الارتباط من مخاطر على أمن الخليج العربي.

أما المبحث الثاني فقد بحث التنافس التركي- الإيراني في المنطقة وأثر هذا التنافس في منطقة الخليج العربي، وفي هذا الصدد تعتقد المؤلفة أن أزمة الخليج مثلما مثلت فرصة ذهبية لتركيا، فقد مثلت ذلك لإيران أيضا، فقد سعت الأخيرة إلى مد نفوذها الإقليمي بعد إطاحة الولايات المتحدة بالمنافس التقليدي (العراق) على أثر حرب الخليج الثانية سنة1991، إذ حاولت إيران تحسين علاقاتها مع دول الخليج العربي من خلال رفضها الاجتياح العراقي للكويت، وبالتالي بدا نوع من التنافس التركي-الإيراني في منطقة الخليج شبيه الى حد ما بالتنافس في جمهوريات آسيا الوسطى بين البلدين.

بينما اختص المبحث الثالث بدراسة أمن الخليج في مشاريع التعاون التركي-الإسرائيلي، ولاسيما اتفاق عام 1996 وآثاره السياسية والاقتصادية، فضلا عن دور الولايات المتحدة في هذا المحور فهي تحاول بأي شكل من الأشكال دفع دول الخليج لبناء اتصال مع إسرائيل والإفادة من العلاقات التركية-الإسرائيلية لتنفيذ هذا الغرض، ولكن يبدو أن هذه السياسة لم تحقق أهدافها بالرغم من التعاطي الخليجي مع إسرائيل ولاسيما دولة قطر.

أما الفصل الرابع والأخير، فقد سلط الضوء على مستقبل السياسة التركية في منطقة الخليج العربي وذلك من خلال دراسة فرص ومعوقات الدور التركي في المنطقة.

وتعد مؤلفة الكتاب الأستاذة المساعدة الدكتورة "بتول الموسوي" الحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد، من الباحثين الأكاديميين الجادين ولها عدة بحوث ودراسات منشورة خلال عملها في مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، وتعمل الآن كمستشار ثقافي في الدائرة الثقافية في السويد.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.