16 مايو 2011

مبادرات: برنامج "نحن مثقفون..لأننا نقرأ" في جامعة نزوى


أرسلت إلينا صديقة المدوّنة (مريم العدوي) المادة التالية عن مبادرة قرائية ممتازة في جامعة نزوى بسلطنة عمان، فشكرًا جزيلا لمريم.


قسم اللُّغة العربيَّة من جامعة نزوى يدشِّن برنامج "نحن مثقَّفون.. لأنَّنا نقرأ"

تشهد الجامعة في هذه الأيَّام تحرُّكًا مكثَّفًا يسعى إلى توعية المجتمع الجامعيِّ بكلِّ درجاته وأطيافه بأهميَّة القراءة في بناء شخصيَّة الإنسان الفكريَّة والعلميَّة، وأنَّ القراءة هي ميزان الرِّقي والتَّفوُّق، وقد تجسَّد هذا التَّحرك التوعويُّ في مبادرةٍ طموحةٍ بادر بإطلاقها قسم اللُّغة العربيَّة في الجامعة بإشراف الأستاذة شيخة بنت سالم الباديَّة – محاضرة بالقسم-، وذلك من خلال برنامج "نحن مثقَّفون.. لأنَّنا نقرأ"، حيث يشمل البرنامج مناشط وفعاليَّاتٍ وندواتٍ ودوراتٍ متخصِّصة تُعنى بالقراءة.

وقد بدأ البرنامج أولى فعاليَّاته يوم الأحد (17 إبريل 2011م) بمحاضرةٍ حملت عنوان "كيف تجعل القراءة عادتك الصَّديقة؟"، للكاتب والباحث الثَّقافي أحمد بن ناصر الرَّاشدي – باحث ثقافيّ في المنتدى الأدبي بوزارة التُّراث والثَّقافة-. بدأ الرَّاشدي حديثه بالإشادة بالبرنامج وأهميَّته كونه من المبادرات القرائيَّة المهمَّة في السَّلطنة، وتأتي أهميَّتها من كونها تنطلق من إحدى مؤسَّسات التَّعليم العالي، فهي جزءٌ من التَّأكيد على دور هذه المؤسَّسات في تنمية المجتمع، بدءًا بالطَّالب الجامعي؛ وذلك انطلاقًا من القراءة الَّتي هي سبيلٌ رئيسٌ لتطوير المجتمع، وبناء الحضارات. ثمَّ تحدَّث المحاضر عن أهميَّة القراءة، وكيفيَّتها، وتجربته في القراءة، موضحًا بعض الأسباب الَّتي ساعدته لاتخاذ القراءة عادةً يوميَّة، ومن ذلك: الدُّخول إلى عالم القراءة من باب القصص والرِّوايات، وإيجاد جوٍّ مناسبٍ وجميلٍ للقراءة، واتِّخاذ صديقٍ في رحلة القراءة لإيجاد جوٍّ من المناقشة والحوار.



أحمد الراشدي يلقي محاضرته



وأثناء حديثه ذكر عدَّة خطواتٍ سمَّاها لافتاتٍ توصّل إليها من تجربته أكَّد أنَّها أعانته وستعين الطَّالب لجعل القراءة عادةً صديقةً منها: "الدُّخول إلى عالم القراءة من بوَّابة قراءة القصص والرِّوايات؛ لأنَّها تحوي عنصر الحكاية والتَّشويق، وضرورة عدم الالتفات لأيِّ حكمٍ جاهزٍ عن أيِّ كتابٍ أو كاتبٍ فما عليك إلا أن تقرأ وتحكم بنفسك. وفي زحمة النَّشر الكثير للكتب وظهور أعدادٍ كبيرةٍ من أسماء الكتَّاب اقترح الرَّاشدي على الرَّاغب في القراءة البحث والسُّؤال عن مشاهير الكتّاب، وقراءة روائعهم، وكذلك التَّعرُّف على الأسماء المهمَّة والنَّاضجة في تجربتها عن طريق الدَّوريَّات والمجلَّات المتخصِّصة، ومتابعة قوائم الكتب المترشِّحة والفائزة في الجوائز المحليَّة والعربيَّة والعالميَّة، كذلك يقترح ضرورة إيجاد مكان للقراءة يضمُّ عناصر جذبٍ وتشويقٍ؛ مثل: الهدوء والتَّنسيق والأناقة، وهذا توفِّره بعض المكتبات والمقاهي أو حتَّى بتوفير جوٍّ ومكانٍ خاصٍّ في البيت.

واختتم المحاضر حديثه بأنَّه متفائل بنجاح برنامج "نحن مثقَّفون.. لأنَّنا نقرأ" للأهداف الواعية الَّتي يسير لتنفيذها ولكثرة الرَّاغبين في تحسين علاقتهم وصداقتهم مع الكتاب والقراءة، وللفعاليَّات الجذّابة الَّتي ينفذها، ومنها "صالون القراءة" الَّذي اعتبره خطوةً عمليَّةً رائدةً لتحقيق ما استفاده الطَّالب من المحاضرات والمشاغل القرائيَّة الَّتي يضمُّها البرنامج.



جانب من الحضور


واستضافت الجامعة مساء الثَّلاثاء (19/4/2011م) المدرب طلال الرَّواحي، حيث قدَّم للطُّلاب دورةً تدريبيًّة ممتعةً بعنوان "استمتع في تحقيق المستحيل بالقراءة السَّريعة"، وهدفت الدورة إلى زيادة سرعة القراءة، والاستيعاب لدى الطُّلاب، وتذكر المادَّة المقروءة. وقد بدأ المدرب الدَّورة باختبار قياس سرعة القراءة والاستيعاب، ثم ذكر معدَّل السَّرعة لأنواع القراءة: التَّقليديَّة، والسَّريعة، والتَّصويريَّة. بعد ذلك قدَّم موجزًا لنماذج لشخصيَّات من علماء المسلمين القدامى والمعاصرين في القراءة، ومنهم الإمام الشَّافعي، وسماحة الشَّيخ أحمد بن حمد الخليلي.


طلال الرواحي خلال الدورة

وأوضح الرَّواحي أنَّ للقراءة السَّريعة شروطًا لابد من الالتزام بها، ثم قدَّم للطُّلاب المشاركين في الدَّورة قواعد ذهبيَّةً للقراءة السَّريعة، بعدها ذكر أسباب بطء القراءة الَّتي منها التَّراجع أو الارتداد، والتَّلفظ أو القراءة الصَّامتة، والتَّصيد، والسَّرحان وعدم التَّركيز، وتثبيت النَّظر، وقصر ومجال الرُّؤية، والخوف. وأشار الرَّواحي إلى أنَّ للعين قدرات عجيبةً فهي تقرأ 8 ملايين صورة في الثَّانية، وتميِّز 14 مليون لون في الثَّانية كما أوردته الدِّراسات العلميَّة الحديثة.
وتطرَّق طلال الرَّواحي إلى كيفيَّة تقوية عضلة التَّركيز في المخ، عبر شرب الماء ببطء، والتَّنفس ببطء، والإيقاع، والأصوات الجميلة، والحواس، والتَّمرينات الذِّهنيَّة، أعقب ذلك بذكر خطوات القراءة السَّريعة، ومنها: الإعداد، والاسترخاء، والنظرة الشَّاملة، والقراءة السَّريعة، والابتعاد عن أسباب البطء، والتَّنشيط، والخريطة الذِّهنية.


حضور طلابي كبير شهدته الدورة


وقد تخلَّل الدَّورة عدَّة اختباراتٍ وتدريباتٍ أكسبت الطُّلاب المشاركين فائدةً في مجال القراءة، وقد شهدت تفاعلًا ملموسًا وتجاوبًا كبيرًا من مشاركي الدَّورة. شارك في الدَّورة عددٌ كبيرٌ من طلاب الجامعة ممَّن هم أعضاء في برنامج "نحن مثقَّفون.. لأنَّنا نقرأ" ومن الطلاب الآخرين، إلى جانب مشاركاتٍ خارجيَّة من عددٍ من أفراد المجتمع المحبِّين للقراءة، حيث بلغ عدد المشاركين حوالي 150 مشاركًا ومشاركة.

وبتاريخ 24/4 قدمت المبادرة ورشة حول : القراءة الإبداعية باستضافة القاص محمود الرحبي والأستاذ إبراهيم اليحمدي – مذيع ومعدّ برامج من تلفزيون سلطنة عُمان - ، حيثُ ناقشت الورشة القراءة كمادة مهمة لإبداع الكاتب ، فلا يمكن للكاتب بأي شكل من الأشكال أن يبدع في مجال كتاباته ما لم تكن قراءته عميقة ودائمة للإنتاجيات الإبداعية .




القاص محمود الرحبي


كما استضاف برنامج إضاءات ثقافية من تلفزيون سلطنة عُمان في تأريخ 5/5 الطالبة : آمنة المعولية ، حيثُ تحدثت آمنة عن المبادرة وتوجهاتها وعللت سبب تسمية المبادرة ، حيثُ كان الهدف من التسمية شد انتباه الطلبة للانضمام مع مجموعة العمل في المبادرة .

وبتاريخ 10/5 قدمت المبادرة محاضرة حول شراء الكتب عبر الإنترنت قدمها د. عبدالله الحراصي
– أستاذ بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة من جامعة السلطان قابوس- ، حيثُ قدم الحراصي الصورة الكاملة حول الشراء عبر الإنترنت عامة وشراء الكتب عبر الإنترنت خصوصاً ، وفي أثناء المحاضرة تحدث الحراصي عن أهم المواقع الإلكترونية التي يمكن للقارئ أن يطمئن أثناء تسوقه الإلكتروني عبرها واختتم الحراصي محاضرته بالحديث عن أهم دور النشر العربية والواقع العربي لبيع وشراء الكتب عبر الإنترنت .

الدكتور عبدالله الحراصي


ومن المأمّل أن يتم تدشين صالون قرائي يتناول بعض القراءات والمناقشات القرائية في الفترة القادمة.



لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

غير معرف يقول...

تنويه :

الصالون القرائي بدأ تفعيله منذُ شهرين حيثُ تقام جلسة كل أسبوع يترأسها الطالب :الزبير العامري ويناقش فيها الطلبة بعض القضايا التي تتعلق بالقراءة أو قراءتهم لكتاب معين .


مريم

أحمد حسن المعيني يقول...

شكرًا للتنويه يا مريم. أتمنى أن توافينا بأية فعاليات جديدة للحملة، فنعلنها هنا علّ أحدًا يودّ الحضور.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.