29 مايو 2011

كتب تجمعنا: حول كتاب "مذكرات أميرة عربية" (قراءة: ابتسامة)


مع كتاب جديد في حملة "كتب تجمعنا"، وهذه المرة قراءة في أحد الكتب العمانية قدّمتها القارئة (ابتسامة) من الكويت، ونُشرت القراءة أولا في مدوّنة "مكتبتي" الشريكة معنا في المبادرة. والكتاب هو "مذكرات أميرة عربية" للسيدة سالمة بنت سعيد.

يعتبر هذا الكتاب سيرة ذاتية .. للسيدة سالمة بنت السيد سعيد , سلطان عمان وزنجبار (1804 – 1856) وحفيدة الأمام أحمد بن سعيد مؤسس السلالة الحاكمة في عمان .

كانت الأميرة الشابة وحيدة والدتها الشركسية من والدها السلطان , وكان لها من الإخوان والأخوات من محضيات أخريات لوالدها ما تجهل عددهم وشخوصهم . إلا انها حقا اقنعتنا بحب والدها السلطان لكل منهم وخوفه على حياتهم وتعليمهم ووجاهتهم . كان الكتاب موجها إلى القارئ الأوروبي , وصدقني أيها القارئ إن هذا الأمر يحدده الكاتب قبل البدأ بالكتابة , ويظهر من خلال مخاطبته لشريحة القراء التي اختارها وثقافتهم العامة , وقد بينته سالمة - أو السيدة اميلي روث كما سمّت نفسها لاحقًا - من خلال شرح مبادئ الثقافة الإسلامية والثقافة العمانية والتقاليد وبعض الأعراف السائدة هناك .


كبرت الشابة الأميرة وقد تأثرت بتاريخ عمان - الذي أدين للمترجم بتلخيص قليل منه في المقدمة - وقد اشتركت مع بعض أخوانها وأخواتها بشّن انقلاب ضد أخيها السلطان العزيز كما وصفته في سيرتها ماجد لصالح أخيها الآخر برغش , باء انقلابهم بالفشل ونقمة السلطان مؤقتا لكن سرعان ما استعادت رضاه بعد فترة من الزمن ونقمة الآخر برغش الذي حكم بعد ماجد .


أحببت وصفها لحياة القصر- أو كما تسميه البيت - وقد دارت أغلب الفصول في أهم البيوت التي عاشت بها واشتاقت لها بعد حياة الغربه , وهى بيت الموتني : أقدم وأكبر قصور السلطان وولدت فيه البطلة , بأجنحته الكثيرة , بسلالمة الغريبة , بخدمة أو عبيده كما اصطلحت , بزوجات والدها ومحظياته الكثيرات اللاتي يعيشن فيه ويشاركها بعض إخوانها وأخواتها الصغار والكبار .


البيت الآخر الذي عاشت به سالمة وهو بيت الواتورو حيث استقرت هناك مع أخيها ماجد وأختها خديجة ووالدتها الشركسية المتدينة كما تصفها دائما . لم يعجبها البيت في البداية لقلة من هم في مثل سنها وصغره مقارنه بييت الموتني لكن سرعان ما هنئت سالمة بحرية كبيرة وبتلقي دروس جديدة كالفروسية والمبارزة كما تفعل الأميرات لكن صديقتنا تمردت أكثر وتعلمت من أحد العبيد شيء لم يكن مسموحا به في منهج تعليمها ألا وهو الكتابة ! حيث تقتصر دراسة الأميرات على قراءة القرآن الكريم , كما بينت طرافة جهل العديدات من الأميرات وكم من موقف مضحك كادوا الوقوع فيه لولا مشيئة الخالق .


البيت الثاني هو ثالث بيت تعيش فيه البطلة مع أمها بعد عامين من الجلوس في بيت الواتورو , بسبب خلافات لم تطيقها الوالدة بين زوجة ماجد عائشة وبين أخته الشقيقة خديجة .


هناك فصول تناولتها الكاتبة للحديث عن حياتها بشيء من التفصيل كفصل الحديث عن بعض أخواتها وإخوانها وفصلي الحياة اليومية في بيتها و أزياء النساء في بيوت السلطان للتعريف بنظام حياة النساء العمانيات بشكل عام والأميرات بشكل خاص , و فصل ولادة الأطفال وتربيتهم وقد قارنت هنا بين حياتها في عمان وطرق تربيتهم وبين تربيتها لأولادها في برلين , أما فـَصلي وضع المرأة في المشرق والخطوبة والزواج في بلاد العرب لتعريف العادات والتقاليد العمانية , وفـَـصلي شعائر الحداد والصيام والأعياد في الإسلام للتعريف بدين عمان الرسمي والذي تركته البطلة لتتحول للمسيحية , واعترف أنها كتبت عن دينها السابق بقليلٍ من الإنصاف .

رأيي في الكتاب ..

أحب قراءة السير الذاتية , خاصة عندما تكون لشخصيات لا نعرف عن عوالمها ولا عاداتها ولا طبيعة حياتها آنذاك , قراءتي لهذه الشخصية نمّت لدي تصورات عن الإنسان العماني والحقبة التي عاشت بها بكاملها , صحيح أنني تضايقت لبعض الأحداث مثل ارتدادها عن الإسلام , عودتها مع الألمان في استغلال واضح لشخصها ولكنني أحببت قرائتي للكتاب , واستمتعت به .

ألف شكر للقائمين على الحملة ..


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

4 comments:

غير معرف يقول...

مذكرات اميرة عربية
من اكثر المذكرات التي استمتعت حقًا بقرائتها
و دفعني الاصرار فعلا على اكمالها و محاكاتها
لكِ الشكر عزيزتي
..
ابتسامات

وئام يقول...

مذكرات أميرة عربية من الكتب التي دائما اعيد قراءتها وفي كل مرة اشعر بنفس المتعة
لكن دائما اطرح هذا السؤال... كيف استطاعت التخلي عن دينها واهلها ووطنها... وكيف استطاعت أن تتاقلم في مجتمع غريب عنها وتتعلم لغته ودينه وعاداته خاصة بعد وفاة زوجها؟
قصة كأنها الخيال... واميرة جريئة

غير معرف يقول...

( مذكرات أميرة عربية لعلها أكثر حميمية وصله بالمدونه السردية العُمانية الحديثة لولا أنها بقيت معزولة بسبب خصوصيتها وبعدها الزمني النسبي وكتابتها لأول مرة بالألمانية فهي نوع من الإكتشاف الوطني التي تعطي القاص الثقة ) ...

من كتاب : القلعة الخضراء ، دراسة نقدية في القصة العُمانية د. ضياء خضير .
.
.
.

مريم

غير معروف sss يقول...

لقد خسرت دينها ودنياها

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.