(المصدر: جريدة الأهرام، 22 مايو 2011)
قصائد مجهولة لأمل دنقل ينشرها جابر عصفور في كتابه "قصيدة التمرد"
ينشر الناقد الدكتور جابر عصفور لأول مرة كراسا يضم أشعارًا مجهولة للشاعر أمل دنقل وذلك في كتابه الجديد " قصيدة التمرد ، أمل دنقل " المقرر نشره قريبا.
وقال عصفور في تصريحات لـ"بوابة الأهرام " إنه حصل على هذاالكراس من الناقدة عبلة الرويني أرملة الشاعر الراحل منذ سنوات وأنه قام بدراسة القصائد التي تضمنها وكانت مكتوبة بخط يد أمل المتميز الجميل " مؤكدًا أن الكراس يضم ثلاثة نماذج كتبها الشاعر الراحل لقصيدة عنوانها " أوجيني " تعود الى سنوات البدايات ويبدو أن أمل لم يكن راضيًا عنها لذلك لم يضمها الى دواوينه التي نشرها بعد ذلك ".
ومرت أمس ذكرى رحيل أمل دنقل الذي يلقب بـ"أمير شعراء الرفض" واشتهر بقصيدة "لا تصالح" التي كتبها في ديسمبر سنة 1976 ورفض فيها إجراء أي نوع من الصلح مع الدولة العبرية.
ولد أمل في قرية القلعة بمدينة قفط سنة 1940 وتوفي في 21 مايو سنة 1983. وصدرت له 6 مجموعات شعرية هي البكاء بين يدي زرقاء اليمامة سنة 1969، تعليق على ما حدث سنة 1971، "مقتل القمر" سنة 1974، "العهد الآتي" سنة 1975، "أقوال جديدة عن حرب البسوس" سنة 1983، قد صدرت بعد وفاته أعماله الأخيرة في ديوان "أوراق الغرفة 8"، وهو رقم الغرفة التي كان يعالج بها في معهد الأورام من مرض السرطان.
وأوضح عصفور الذي ارتبط بصداقة طويلة مع أمل دنقل أنه لم يستقر على ناشر لكتابه الذي يتضمن دراسات مطولة حول شعر أمل ،إضافةإلى مقالات حوله نشرت في مناسبات مختلفة وتراجع على ضوء تجربته قضايا تتعلق بالشاعر والمدينة أو قصائد جيل المشروع القومي.
كشف عصفور أن الكتاب تضمن دراسات حول قصائد أخرى مجهولة لأمل وأبرزها قصيدة كشف عنها الشاعر شعبان يوسف وكانت منشورة بمجلة روز اليوسف في العام 1966 ويبدو أن صاحب "لا تصالح "كتبها تفاعلا مع قصيدة لاستاذه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عن الاتحاد الاشتراكي، ويضم الكتاب كذلك قصيدة بعنوان " اعتراف " تعود إلى الفترة الرومانسية في شعر أمل دنقل لكنه لم ينشرها أيضا بسبب ضعفها الفني، وكانت تعالج موضوع جرائم الشرف في الصعيد.
وقال وزير الثقافة السابق " آن الآوان لنشر مخطوطات أمل دنقل التي لدى أصدقائه، بشرط أن يأتي نشرها نشرًا علميًا مزودًا بدراسات تضعها في سياق تجربة أمل دنقل إجمالا.
كشف عصفور أن أمل دنقل لم يكن ينشر إلا ما يرضى عنه تماما لذلك توجد مسودات كثيرة لقصائده بحوزة زوجته عبلة الرويني وبعض أصدقائه ، لافتا الى أن نشر هذه القصائد مصحوبة بدراسات نقدية يساهم في ألقاء مزيد من الضوء على تجربة أمل دنقل المتميزة في مسار الشعر العربي.
يضم الكتاب كذلك فصلًا سرديًا يكشف فيها عصفور عن ذكرياته الشخصية مع أمل دنقل والكثير منها لم يكشف عنه النقاب إضافة إلى ملحق صور نادرة لأمل مع أصدقائه من كتاب ونقاد جيل الستينيات ومن بينهم يوسف إدريس وعبد المحسن طه بدر والناقد اليمني عبد العزيز المقالح والناقد الراحل لويس عوض فضلا عن صور لعائلة أمل دنقل في صعيد مصر.
ومن جهة أخرى رجح عصفور أن تكون قصيدة " الشرطي السري " التي نشرتها "بوابة الاهرام" في 14 مايو الماضي منسوبة لأمل دنقل فعلا بحسب ما أكد شقيقه أنس دنقل.
وقال عصفور " يبدو من البناء الفني للقصيدة أنها تنتمي للمرحلة الفنية التي كتب فيها أمل مجموعة قصائد ديوانه الشهير " العهد الآتي " وفي " لا وعي "الشاعر تأثرا بقصيدة " المخبر " للشاعر العراقي بدر شاكر السياب كذلك تكشف بنيتها الإيقاعية عن تماثل مع ذات البني الإيقاعية التي لجأ اليها الشاعر في تلك الفترة ".
كان أنس دنقل قد أكد لـ"بوابة الأهرام" أن القصيدة عثر عليها فى أوراق أمل دنقل فى مكتبة الوالد بالمنزل بقرية القلعة التابعة لمدينة قفط بمحافظة قنا، وكتبت عام 1971. مؤكدا أن القصيدة لم تنشر في أي من مجموعات أمل الشعرية المطبوعة في مصر.
وكتب أمل قصيدة "الشرطى السري" تعبيرا عن استبداد وجبروت الأمن...
وتقول القصيدة:
إهداء للشرطي السري / الجالـس فى زاوية المقهي / فى نفس الكرسي / أذناه مائدتان / عيناه "مفكرتان" / وفمه مطوي: ؟!
الشرطي السري /الآكل لحم أخيه /كي يطعم منه زوجته وبنيه /ويعود ليطبق فمه الدموي / حتى لا يسقط منه فتات الخبز اليومي).
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.