10 سبتمبر 2011

قراءاتكم: كتاب "عصر العلم" لأحمد زويل (قراءة: ماجدة الهنائي)



الكتاب يتألف من جزئين الجزء الاول عبارة عن سيرة حياة الكاتب، والتي استعرض خلالها رحلة حياته في العلم إبتداء من مولده في في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة بدلتا النيل، ثم انتقال أسرته إلى مدينة دسوق ونشأئه وتعليمه ومدى تأثير هذه المدينة في تكوين شخصيته الهادئة والمتعطشة للعلم، أسرته وتأثيرها وخاله الذي أثر في حبه للقراءة والاستمتاع باغاني السيدة ام كلثوم، ثم تفوقه الدراسي الذي ظهر جليا منذ سنينه الاولى بالمدرسة وإلتحاقه بكلية العلوم في جامعة الاسكندرية حيث كان عاشقاً للكيمياء التي تخصص بها، وادى تفوقه إلى قبوله كمعيد بقسم الكيمياء بالكلية بعد تخرجه.

وفي جامعة الاسكندرية كان شغوفا في البحث العلمي لدرجة أنه تمكن من إنهاء متطلبات الحصول على درجة الماجستير في أقل من المدة المقررة، وقد تأثر جدا بعدد من الاساتذة الذي حصلوا على درجات علمية من جامعات اوربية وامريكية، وقد تأثر بالاسلوب الامريكي في التحليل العلمي كما أن عدد من الاساتذة الذي حصلوا على درجة الدكتوراه من هناك قد شجعوه كثيرا للذهاب لأرض الاحلام، وكانت بداية الطريق، حيث حصل على قبول من جامعة بنسلفانيا للحصول على درجة الدكتوراه، ومن هنا بداء بالاندماج في المجمتع العلمي الامريكي الامر الذي وفر له فرصة لقاء عدد من الاساتذة الجامعيين الحاصلين على جوائز نوبل في عدة فروع من العلوم، وحصوله على فرصة عمل في جامعة كالتك (كاليفورنيا للتكنولوجيا) كعضو في هيئة التدريس، وجدير بالذكر هنا أن ما دفع الدكتور زويل للاستمرار في امريكا هي فرص وإمكانيات البحث العلمي المتقدمة والتي لايمكن الحصول عليها في مكان اخر.

وفي جامعة كالتك بداء مشواره العلمي في الفيزياء الكيميائية، وبداء مشاريعه البحثية في دراسة ظاهرة ترابط الجزيئات باستخدام اجهزة الليزر، وكون فريق عمل مكون من طلاب الدراسات العليا والباحثين، وتشعبت ابحاث ودراسات فريق عمله ونتج عن أحداها اختراع جهاز يجمع الاشعة الشمسية ويحولها إلى طاقة كهربائية، وهنا قادته ابحاثه واهتماماته برصد حركة تكون الجزيئات إلى تصوير تلك الظاهرة في زمن قياسي وهو الفيمتو ثانية وتعادل جزء من مليون بليون جزء من الثانية، الامر الذي ادى إلى تأسيس علم الفيمتوكيمياء، وحصوله على جائزة نوبل في الكيماء تكريماً لمساهماته العلمية الجليلة في تأسيس هذا الفرع الجديد من العلوم.

في الجزء الثاني يستعرض الكتاب فكر الدكتور احمد زويل من خلال سلسلة المحاضرات التي ألقاها في العديد من الدول، و حواراته أثناء لقائه بالعديد من الشخصيات السياسية الهامة كملك السويد وملك أسبانيا والرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون، ومهاتمير محمد رئيس جمهورية ماليزيا السابق ، السيدة سونيا غاندي رئيسة وزراء الهند، والسيدة ماري روبنسون رئيسة إيرلندا السابقة، وإطلاعه على العديد من التجارب الناجحة لدول استطاعت بفضل سياسات تبنتها حكوماتها فيالانتقال من دول فقيرة وبماورد محدودة لمصاف الاقتصاديات المعرفية كالتجربة الماليزية والكورية والايرلندية والهندية، ورؤيته في تأثير البحث العلمي في الاقتصاد والسياسة، والاستراستيجية التي من خلالها يمكن للدول العربية النهوض معرفياً واقتصادياوسياسياً والماسهمة في العصر الحديث ، ختم الكتاب بمبادرته التي قدمها للحكومة المصرية لتأسيس وتطوير قاعدة علمية في مصر تخدم الوطن العربي علمياً واقتصادياً.

الكتاب اكثر من رائع يأخذك في رحلة نجاح مفعمة بالتفائل ونظرة واقعية جدا للعصر الراهن ويجيب على التساؤلات عن كيفية دخول الوطن العربي العصر العلمي الحديث والاسهام فيه، انصح بضم سيرته الذاتية ضمن المقررات الدراسية لطلاب المدارس وخصوصاً في المراحل المتوسطة والثانوية لما تحمله من أفاق مشرقة للاجيال الجديدة. كما أتمنى أن تتحقق رؤية الكاتب على أرض الواقع.

ماجدة الهنائي




لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.