17 سبتمبر 2011

مبادرات: لاتسجن معرفتك وبادل كتبك




المصدر: الشرق الأوسط بتاريخ 16 سبتمبر 2011

كأول نشاط معرفي من نوعه في دول العالم العربي، تعمل مكتبة «Book Share Club» أو «بوك شير كلوب» كأول ناد لمشاركة وتبادل الكتب القديمة بين الجمهور في كافة المحافظات المصرية تحت شعار «لا تسجن معرفتك.. وبادل كتبك».
الفكرة تعد أحد مشاريع الموقع الإلكتروني لـ«دار الكتب المصرية» على أرض الواقع، بعد أن دشن منذ عامين ونصف العام لتوثيق الكتب العربية على الإنترنت ونشر ثقافة القراءة بأسهل الطرق وأرخصها، عن طريق مجموعة من الشباب المصري المثقف المتطوع في عمر العشرينات، كما أنه قائم بالكامل على جهودهم الذاتية، ليصبح خلال هذه الفترة القصيرة مجمعا للأفكار الخلاقة الخاصة بتنمية الثقافة في مصر.

يقول مصطفى الحسيني، مؤسس المشروع والموقع لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة (بوك شير كلوب) نقدمها كخدمة لدعم الثقافة في مصر، عبر إنشاء نواد لتبادل ومشاركة الكتب بين الجمهور في كافة المحافظات المصرية التسع والعشرين، وتقوم الفكرة على أساس مشاركة الجمهور لكتبه مع بعضه البعض داخل المكتبة، أو الاستعارة من العناوين الموجودة بالمكتبة وفق رسم اشتراك رمزي يمكن الزائر من استعارة وتبادل الكتب في كافة فروع المكتبة في جميع أنحاء مصر، كما يمكن شراء كافة إصدارات الكتب الجديدة لكافة دور النشر من المكتبة بتخفيضات خاصة».

ويوضح أن هناك خطوة سابقة هي التي أدت إلى فكرة المكتبة، ألا وهي المعارض المتنقلة لتبادل الكتب، القائمة على فكرة تدوير المعرفة، والتي تم تنفيذها في القاهرة والإسكندرية ولاقت نجاحا كبيرا على مدار 3 سنوات، مما جعل هناك تفكيرا لماذا لا تكون هذه المعارض بشكل ثابت وبالتالي زيادة الاستفادة منها، وهو ما نتج عنه إنشاء أول فروع المكتبة في القاهرة التي تقع بضاحية المعادي.

ويبين مصطفى أن المكتبة التي ظهرت للنور منذ نحو 6 أشهر، أصبحت تضم في الوقت الحالي أكثر من 1200 كتاب مخصصة لعملية التبادل والاطلاع عن طريق الاستعارة، و1000 كتاب للشراء. موضحا أنه سيتم قريبا افتتاح فروع أخرى للمكتبة خارج القاهرة في عدد من المحافظات المصرية بعد أن نجحت الفكرة بالعاصمة، ولتكون منبعا مهما للثقافة بتلك المحافظات عن طريق إقامة الكثير من الفعاليات الثقافية التي تخدم مبدأ ترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع المصري، وتبدأ الخطوة بافتتاح فرع للمكتبة بعد أسابيع قليلة في محافظة المنوفية (60 كيلومترا شمال القاهرة) وذلك بعد الانتهاء من التراخيص اللازمة له، كما يتم حاليا التجهيز لفروع أخرى للمكتبة في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية (180 كيلومترا شمال شرقي القاهرة)، وفي مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية (92 كيلومترا شمال القاهرة).

وحول ردود الفعل تجاه المكتبة، يقول: «كانت هناك ردود فعل إيجابية، خاصة من جانب الأدباء والمثقفين المصريين تجاه (بوك شير كلوب)، مما جعل عددا منهم يتبرع لنا بالكتب تدعيما للمشروع، فالأديب بهاء طاهر تبرع لنا بـ350 كتابا، وكذلك مكتبة الإسكندرية تدعمنا بكثير من الكتب، وأدباء آخرون لم يترددوا في التبرع».

أما الجمهور فكانت له أيضا نفس ردود الفعل، فهناك من أبدى رغبته في التبرع بقطعة أرض أو مكان لإقامة فرع للمكتبة عليه، وهناك مؤسسات وجمعيات خيرية أبدت نفس الرغبة، مثل جمعية «رسالة» التي تشارك بالمجهود في افتتاح فرع المنوفية. كذلك وجدت فكرة المكتبة صدى لدى عدد من الشباب في دول عربية مثل السعودية والكويت والإمارات، حيث أبدى شباب من هذه الدول إعجابهم بالفكرة، وبعد أن تواصلوا مع أصحاب المشروع قرروا نقله إلى دولهم.

أما عن أكثر الكتب التي يقبل عليها زوار المكتبة، فيبين مصطفى أن الكتب السياسية هي التي تفرض نفسها، سواء بالتبادل أو الاستعارة، ويرجع ذلك لثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي عملت على جعل الشباب شغوفا بفهم الأمور والمصطلحات السياسية المحيطة به، مشيرا إلى وجود الكثير من الشباب لا يتخطى عمره 18 سنة ويقبل على قراءة كتب سياسية لكبار الكتاب والمؤلفين، سواء العرب أو العالميون، وبشكل خاص كتب محمد حسنين هيكل، وهو الأمر الذي أدهش القائمين على المشروع.

وعن الكيفية التي يتم بها التبادل داخل مكتبة «بوك شير كلوب» يقول مصطفى إن تصنيف الكتب المستعملة ينقسم إلى أربع فئات، الفئة الأولى (A) يرمز لها باللون الأخضر، وحالة الكتاب كالجديدة تماما، وكل كتاب من هذه الفئة يمكن أن تتم مبادلته بكتابين من الفئة التالية، والفئة الثانية (B) يرمز لها باللون الأصفر، وحالة الكتاب جديدة نوعا ما، وكل كتاب من هذه الفئة يمكن أيضا أن تتم مبادلته بكتابين من الفئة التالية، والفئة الثالثة (C) ويرمز لها باللون الأزرق السماوي، وحالة الكتاب جيدة، وكل كتاب من هذه الفئة يمكن كذلك أن تتم مبادلته بكتابين من الفئة التالية، أما الفئة الرابعة (D) فيرمز لها باللون الأحمر، وحالة الكتاب قديمة، وكل كتاب من هذه الفئة يمكن أن تتم مبادلته بكتاب من نفس الفئة.

وللترويج لفكرة المكتبة قام القائمون على النادي بإصدار بطاقات عضوية شرفية من الفئة الذهبية للكثير من الأدباء والمثقفين المصريين للاشتراك في المكتبة، وتضم قائمة العضوية الشرفية كلا من الأديب بهاء طاهر والصحافي بلال فضل والروائي فؤاد قنديل ود. خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، والشاعر عبد الرحمن يوسف والمؤلف د. نبيل فاروق والفنان خالد الصاوي والمهندس محمد الصاوي، وزير الثقافة السابق ومدير ساقية الصاوي الثقافية، والروائي يوسف زيدان والأديب أسامة غريب والشاعرة فاطمة ناعوت والصحافي محمد فتحي والمدونة غادة عبد العال. وبحسب مصطفى فإن بطاقات العضوية الشرفية هي مظهر من مظاهر التكريم الرمزي لأصحابها، فهي رسالة لهم أن الجمهور لا ينساكم، كما أنها ذو هدف ترويجي.

أما عن كيفية الاشتراك بالمكتبة فيوضح مصطفى أن هناك طريقة تم تطبيقها لتسهيل الاشتراك على القراء والمهتمين، تضم ثلاثة أنظمة مختلفة، الأول النظام البرونزي والذي يسمح بتبادل الكتب بحد أقصى 20 كتابا في الشهر، وقيمة الاشتراك فيه 200 جنيه سنويا (نحو 33 دولارا)، والثاني النظام الفضي، والذي يسمح بتبادل الكتب بحد أقصى 30 كتابا في الشهر، والاستعارة بحد أقصى 5 كتب في الشهر، على ألا يزيد عدد الكتب المستعارة في المرة الواحدة على اثنين، وألا تزيد فترة استعارة الكتاب عن أسبوعين. مع توقيع غرامة مالية بسيطة عن كل يوم تأخير، ويتمتع المشترك في هذا النظام بخصم 10 في المائة عند الشراء على جميع الكتب الجديدة المتوافرة في المكتبة، وقيمة الاشتراك بهذا النظام 300 جنيه سنويا (نحو 50 دولارا).

أما النظام الثالث فهو النظام الذهبي، والذي يسمح بتبادل الكتب من دون حد أقصى في الشهر والاستعارة من دون حد أقصى للكتب في الشهر على ألا يزيد عدد الكتب المستعارة في المرة الواحدة على ثلاثة، وألا تزيد فترة استعارة الكتاب على أسبوعين، في حين يتمتع المشترك في هذا النظام بخصم 15 في المائة عند الشراء على جميع الكتب الجديدة المتوافرة في المكتبة، وقيمة الاشتراك في هذا النظام 500 جنيه سنويا (نحو 83 دولارا).









لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

3 comments:

وردة يقول...

بادرة جميلة، نتمنى استمرارها وانتشارها

هَالـة يقول...

.
.
كنت أحمل فكرة التبادل هذه في رأسي كثيراً !
لكنهم طبقوها بشكل عملاق وجميل جداً ..

=*(
يآ الله ..
متى يصير عندنا كذا ؟!

زوّان السبتي يقول...

الأخت الكريمة/هالة
أيًا كان حجم تنفيذك للفكرة فتأكدي أنها ستشكل فرقا حتما..لا تستمري في حملها أكثر، نفّذي :)

نتمنى أن نسمع منكِ أخبار تنفيذها وفي حال كان هناك ما يمكننا أن نعينك به، فتواصلي معنا على
mtolife@gmail.com

دمتِ قريبة
*ز س

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.