20 سبتمبر 2011

دراسة: الهاتف النقال يسحق الكتاب



(المصدر: ميدل إيست أونلاين، 19 سبتمبر 2011)

جفاف طقوس القراءة: الهاتف النقال يسحق الكتاب

نيال فيرغسون: الملايين من الشباب الرشيقي الاصابع يتبادلون رسالة نصية 'تافهة' عبر الموبايل لا تمت بصلة لطقوس الكتابة وحسها.

لندن – من كرم نعمة


دقت دراسة حديثة أجراس الخطر في تلاشي القراءة بين اجيال الشباب بعد ادمانهم على الرسائل النصية عبر الموبايل.

ووفق احدث استطلاع أجرته مؤسسة الصندوق الوطني للفنون الاميركية فأن نصف المراهقين اليوم لا يقرأون الكتب إلا إذا قدمت لهم.

واشار الاستطلاع الى 50.7 في المائة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً لا يقرأون كتابا لا يشترط في المدرسة أو في العمل، وتنخفض النسبة بالنسبة للاعمار الاكبر ما بين سن 75 نزولا 59 عاماً.

ووصف تقرير لمجلة "نيوز ويك" في عددها الاخير الاخبار بالسارة عندما نتحدث عن تصاعد القراءة والكتابة بين المراهقين، لكن هذه الاخبار تصبح سيئة عندما نعرف انهم لا يقرأون ولا يكتبون غير الرسائل النصية القصيرة المتبادلة عبر الموبايل.

وفقا لمسح أجري عام 2010 فإن الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما ارسلوا واستقبلوا ما معدله 3339 رسالة نصية شهريا. فيما استقبلت وارسلت الفتيات المراهقات أكثر من 4000 رسالة نصية شهرياً.

ووصف كاتب التقرير "نيال فيرغسون" الملايين من الشباب برشيقي الاصابع الذين يتبادلون رسالة "تافهة" عبر الموبايل لا تمت بصلة لصقوس الرسائل وحسها في الكتابة.

وقال ان طقوس القراءة التي كانت "معشعشة" في عقول الصغار قبل شيوع الهواتف النقالة قد تلاشت تقريباً اليوم.

واكد ان عادات القراءة في الجامعات قد انخفضت بنسبة واحد لكل ثلاثة طلاب منذ 13 عاماً، وان ثلث طلاب الجامعة لا يقرأون أكثر من ساعة اسبوعياً.

وعزا نيال فيرغسون وهو استاذ جامعي اسباب هذا العزوف الى تصاعد فجوة القراءة في المجتمعات وفق نتائج دراسة لمنظمة التعاون الاقتصادي.

وترى الدراسة ان فجوة القراءة تتسع بين المراهقين في الولايات المتحدة والصين وصربيا وشيلي.

وقال ان الاطفال اليوم يغادرون حضارة اجدادهم في الجلوس بالمنازل والقراءة، الى الخروج واللهو خارج البيت.

وعرض نيال فيرغسون قائمة بمجموعة من اشهر الكتب الموجودة في رفوف جامعة كولومبيا وكيف ان استعارتها قد انخفضت بنسبة مخيفة.

وقال ان من بين كتب الكوميديا اللإلهية لدانتي والملك لير لشكسبير ودون كيشوت لسرفانتس وفاوست لغوته والجريمة والعقاب لديستوفسكي والحرب والسلام لتولستوي، لم يتم الاستعارة الا للكتاب الاخيرة ولعدد متواضع.

وكان استطلاع لمؤسسة "ناشونال ليتراسي ترست" البريطانية الخيرية قد أظهر أن نحو 13 في المائة من الشباب البريطاني لم يتمكن من قراءة كتاب واحد في الشهر، ووضعت الشركة المسؤولية عن هذا الأمر على شبكات التواصل الالكتروني.

وشمل الاستطلاع الذي أجري بين 18141 طفلا تتراوح اعمارهم بين 8 اعوام و17 عاما. ويهدف الى ابراز مهارات القراءة والكتابة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في صفوف الأطفال البريطانيين.

وتبين أن عددا كبيرا من الأطفال يفضل قراءة مجلات وجرائد وكتب الكترونية، كما يتخالطون عن طريق تبادل رسائل نصية عبر الهاتف الجوال ورسائل البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت نتائج الاستطلاع ان نحو 50 في المائة من الشباب يستعين بالانترنت من أجل التخالط لا أقل من مرة واحدة في الشهر.

ويقرأ زهاء 60 في المائة الرسائل النصية، ويفحص 50 في المائة البريد الالكتروني، بينما يزور 49.3 في المائة مواقع مختلفة على شبكة الانترنت للاطلاع على المعلومات. ويقرأ حوالي 16 في المائة من الشباب المدونات.

وأظهر الاستطلاع أن أقل من نصف الشبان يقدم على قراءة كتاب من خارج المناهج الدراسية مرة واحدة على الاقل في الشهر، بينما يفضل أكثر من نصف الأطفال قراءة مجلة، ولا يزيد عدد الذين يقرأون كتبا علمية خارج المنهج التعليمي عن ثلث فقط.

وأشارت المؤسسة الخيرية الى أن هناك "حاجة ماسة" لانشاء وتطبيق سبل جديدة لتشجيع الشباب على القراءة.

وقال الباحثون ان أي نوع من القراءة خارج اطار الدراسة مفيد، شرط أن لا تقتصر مزاولة الطفل القراءة على مرة واحدة في الشهر.

واعترفت رابطة الناشرين الأميركيين بتجاوز مبيعات الكتاب الإلكتروني نظيراتها من الكتب الورقية المطبوعة للمرة الاولى خلال شهر شباط/ فبراير من العام 2011. ولم توضح الرابطة تداعيات "التفوق الالكتروني" على مستقبل الطباعة واكتفت بعرض ارقام ونسب المبيعات.

وأجرت الرابطة دراسة أظهرت ان مجموع مبيعات الكتاب الإلكتروني بلغت حوالي 90.3 مليون دولار في شباط/ فبراير2011، بزيادة 202 في المائة، عن الشهر نفسه في العام الماضي، ما وضع الكتب الإلكترونية في المرتبة الأولى للمرة الأولى.

ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية عن مسؤول في رابطة الناشرين قوله "إن التقرير عن تقدم مبيعات الكتب الإلكترونية على الورقية يأتي مع الإشارة إلى انه تم تجميع البيانات من صافي مبيعات الناشرين، وليس من تجار التجزئة، فالناشرون يقدمون تلك البيانات طوعاً، والبعض يختار عدم القيام بذلك".

ويفسر تفوق الكتاب الالكتروني انتشار أجهزة القراءة الالكترونية المحمولة بسبب خفتها وسهولة تحميل الكتب عليها من الانترنت.

وكان القطب البارز في مجال التكنولوجيا نيكولاس نيغروبونتي الذي أسس مؤسسة "كمبيوتر محمول لكل طفل"، قد لفت إلى ان أيام الكتاب التقليدي أصبحت معدودة، وقدر في مقابلة مع "سي ان ان" بأن ذلك "سيكون في غضون 5 أعوام".

وكانت سوق النشر الورقية قد عولت على عودتها الى الواجهة بعد ان دفعت رواية الكاتب الأميركي دان براون "الرمز المفقود" بطبع أكثر من ستة ملايين نسخة منها عام 2009.

واعتبر سوني ميهتا الذي يرأس مجموعة "نوف دوبلداي" للنشر انه "حدث عظيم للقراء وبائعي الكتب على السواء".

وتوقع مدير التحرير في منشورات (بنغوين) جويل ريكيت أن تهز رواية براون الجديدة سوق النشر الراكدة، وتحث الناشرين على تطوير أدواتهم في تحميل الكتب على الانترنت.

وأشار ريكيت الى تصاعد الطلبات في تحميل الكتب ألكترونياً من موقع "اي بوك"، "الأمر الذي يدفعنا الى إعادة دراسة إستراتيجيات التسويق الشائعة والتركيز على السوق الالكترونية عبر الأنترنت".

وأكد على أن "الكتاب الألكتروني" سيتطور بشكل متصاعد ومغري في آن واحد، وستكون رواية "الرمز المفقود" أسرع الكتب بيعاً على الانترنت.

ويتوقع أن تقوم دور النشر باعلان تخفيضات على بيع كتبها الورقية بعد الانتشار السريع للكتب الألكترونية، في محاولة منها للحفاظ على سوقها في البيع والتوزيع.


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.