20 سبتمبر 2011

إصدارات: اسطوانات صوتية لكتب مشروع "كلمة" حول حكايات من ثقافات الشعوب


(المصدر: موقع العرب أونلاين، 19 سبتمبر 2011)

إصدارات صوتية لكتب مشروع "كلمة" العالمية المترجمة

أبوظبي- يقدم مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث سلسلة إصدارات صوتية بأسطوانات مدمجة لمجموعة حكاياتٍ من ثقافات الشعوب، تجمع تراث الحكايات والأساطير والخرافات الشعبية، تتميز بجودة الأداء ونقاء الصوت مع تأثيرات تعبيرية ممتعة وموسيقى، وتأتي هذه الخطوة منسجمةً مع الأهداف والقيم التي اختطّتها لنفسها مبادرة "كلمة" منذ انطلاقها، بوصفها مشروعاً رائداً للترجمة في العالم العربي.

ارتأى مشروع "كلمة" للترجمة أن يستغل مجال الصوتيات في خدمة الكتب المترجمة للترويج عنها ولتسهيل عملية القراءة والمطالعة وزيادة نسبة أعداد القراء، وخاصة للذين لا يجدون وقتاً للقراءة لكثرة أعباء الحياة وتسارع وتيرتها، فقد أصبح متاحاً مع هذه الفكرة الاستماع لكتب مشروع "كلمة" في أي وقت خلال اليوم وأثناء القيام بالمهام اليومية أو التنقل بالسيارة من مكان إلى آخر.

وجاءت هذه الكتب بأصوات مميزة، دقيقة وواضحة، سليمة من حيث نطقها وتشكيلها مما يساعد المستمع على تعزيز لغته وتطويرها علاوة على توسيع آفاقه الأدبية.

وقد تم حتى الآن إصدار 22 قرصاً مدمجاً لهذه السلسلة وهي:
حكايات شعبية في كل من: اليابان والبرازيل وتركيا وصربيا وإنجلترا وآيسلندا وإيطاليا والصين وكوريا وآيرلندا والهند وفرنسا وروسيا وهولندا والبنغال والدانمارك وجورجيا وكندا وتشيكيا والحكايات الشعبية عند الغجر، وحكايات شعبية سلافية، والحكايات الشعبية عند الهنود الحمر.
وهنا شرح موجز لبعض ما تحويه الكتب الصوتية:
• حكايات شعبية من اليابان
جميع القصص الواردة في هذه المجموعة منقولةٌ عن مذكّراتٍ كبيرةٍ مصوّرةٍ، دوّنت خلال عشرين سنةً من التّرحال في بلدانٍ عدّةٍ، فجمعت أشياء ذات طابعٍ تاريخيٍّ، وأضيف بها أشياء كثيرةٌ إلى معرفة علم الأعراق اليابانية، وقد فرضت حياة جامع هذه القصص عليه اتصالاً قريباً من الناس في الفترة التي عاشها في اليابان، فالتقى بالصّيّاد، والمزارع، والكاهن، والطّبيب، والأولاد، وكلّ من يحتمل أن يكون مصدراً للمعلومات. فالحكايات والأخبار والقصص التي سمعت شفهياً من أفواه رواتها الذين التقى بهم كانت كثيرةً وغريبةً، ومن خلال سبر هذه المجموعة الحكائيّة من القصص نجد أنّ الشعب اليابانيّ ـ المادة الرئيسية لهذه المجموعة ـ تميّز بطبيعته الطيبة المسالمة؛ ولطفه؛ وحسن ضيافته..

• حكايات شعبية من البرازيل
لفت أدب أمريكا اللاتينية انتباه النقّاد والقرّاء على حدٍ سواءٍ في مختلف أصقاع العالم، فقد قدّم للعالم أدباء برهنوا على تنوّعٍ في المنظور الجماليّ، وفرادةٍ في النفس السّرديّ، جعلت من هذا الأدب تيّاراً جديداً يرفد الثقافة العالمية. لكنّ هذه النظرة الشّمولية — من مثل اعتبار كلّ ما يأتي من تلك القارة واقعياً سحرياً— أثبتت قصورها. ولو أجرينا مقارنةً بين أدبي بلدين جارين في أمريكا اللاتينية لوجدنا تبايناً واضحاً في الرؤية الأدبية والهاجس الفنيّ.

تمتاز هذه المجموعة من البرازيل بكونها تمثّل مزيجاً غنياً من البنى الفكرية والحضارية التي توالت على تلك البقعة من الأرض، فمعظمها يمتد في أصوله إلى التراث الحكائيّ السابق للغزو الأوروبيّ؛ إلى تلك العلاقة العضوية المتينة مع الطبيعة؛ من خلال قصصٍ هي أقرب إلى الحيّز الطفوليّ، حتّى حين تتناول أحداثاً عنيفةً أو مواعظ أخلاقيةً، إلاّ أنّ ذلك لا يعني خلوّها من العبرة والدّرس.

• حكايات شعبية من تركيا
في عصر التّقانة والعقلانيّة النفعيّة، قد تبدو حكاياتٌ كهذه كأنّها أصداءٌ من عصور الجهل والخرافة والأحلام، وتعبيرٌ خياليٌّ هروبيٌّ تعويضيٌّ عن العجز في مواجهة الظلم والقهر والطغيان. لكن أليست حكايات الجنّ والسحر والعفاريت والشياطين والملائكة والحيوانات جزءاً من تراث الإنسان الفكريّ والدينيّ والواقعيّ الذي تشترك فيه كلّ الشعوب بلا استثناءٍ؟! أليس الخيال والتجريد والرمز والأسطورة جزءاً لا يتجزّأ من طبيعة العقل البشريّ؟!. وهذه الحكايات الشعبيّة التركيّة هي مما يلائم الأطفال؛ لأنّها بما تتميّز به من خيالٍ وشاعريّةٍ تمدّ قارئها بشيءٍ ممّا يشبع رغبةً أو هوىً ما لديه، ولا سيّما أنّها في مجملها تمجّد الشّجاعة والإقدام، وتحثّ على الصّبر والمثابرة من أجل تحقيق الغايات، وتعلي من شأن قيم الصدق والوفاء والإخلاص، كما تحطّ من قيم الغدر والطّمع والقسوة.

• حكايات شعبية من صربيا
لم يعترف إلاّ في السنوات الأخيرة بأهمّيّة الفلكلور والسير البطوليّة والحكايات الشّعبيّة التي تناقلتها أجيالٌ من العمال والفلاحين والشبيبة في أمّةٍ من الأمم. أمّا الآن فبات يقرّ عموماً أنّ لهذا النوع من الأدب ـ الجدير بصفة الشعبيّ أكثر من أيّ أدبٍ آخر ـ قيمةً تتعدى التّسلية العابرة التي يمكن أن تقدّمها الحكايات ذاتها، وأنّ لها مكانةً رفيعةً إلى جانب المواد الأخرى، فضلاً عن مساهمته المعتبرة في تقرير ما يتوصّل إليه المؤرّخ من استخلاصاتٍ ونتائج، وإنّه لمن حسن الطالع أن يعترف بما لهذه الحكايات والخرافات من نفعٍ، وإلاّ لكانت النّزعة النّفعيّة عند المربّين المحدثين تطأ بقدميها شذرات الزمن القديم، ولا تترك لأطفالنا أيّ بديلٍ سوى حشوهم بالجغرافيا والتّاريخ الطّبيعيّ .. وما هذه المجموعة من الحكايات الشعبية الصّربية سوى مساهمةٍ أخرى تضاف إلى معرفتنا بمثل هذا الأدب، الذي لعلّه يكون من أجلّ الآداب التي وصلت إليـنا.

• حكايات شعبية من إنجلترا
اختيرت هذه الحكايات من بين مئةٍ وأربعين حكايةً، أطلق عليها تسمية حكاياتٍ خرافيةٍ، على الرغم من أنّ قلةً منها تحكي عن خرافات الجنّ، وهي ما يطلبه الصغار الشغوفون بسماع حكاياتٍ خرافيةٍ، فنحن لا نتخيّل أنّ هناك طفلاً يطلب قصةً فلكلوريةً .. لقد أعيد النظر في بعض هذه الحكايات الخرافية؛ ليفهمها الأطفال واليافعون، فكان لابدّ من التخفيف من الأسلوبية الجوفاء، وإعادة صياغتها بأسلوبٍ أبسط . كما أبقي على بعض الألفاظ السوقية؛ لأنّ الأطفال يحبّذون الزّخم الدراميّ الذي توحي به، كما هو حال الأكبر منهم سنّاً.

• حكايات شعبية من آيسلندا
ستكتشفون أنّ في هذه الحكايات تشابهاً في بعض المواضع بينها وبين حكاياتٍ شعبيّةٍ أخرى؛ أدخلت السّرور إلى قلوب أعدادٍ لا تحصى من الأطفال على مرّ العصور، لكنّكم ستكتشفون أيضاً أصالةً وخصوصيّةً تتعلّق بالبيئة التي خرجت منها هذه الحكايات. ولعلّ من المثير للاهتمام أنّ الأمير في معظم قصص الجنوب الأوروبيّ هو الذي ينقذ الأميرة، وهو الذي يقوم بالأعمال البطوليّة والمآثر الفروسيّة؛ لكن في معظم هذه الحكايات الآيسلندية تقع المشقّات والصّعوبات على كاهل الأميرة أو الفتاة الفلاّحة، وبعد مخاطر لا تحصى تنقذ الأمير الواقع تحت سيطرة إحدى السّاحرات.

• حكايات شعبية من إيطاليا
إنّها مجموعةٌ مختارةٌ من القصص الشعبية الإيطالية التي تشكّل متعةً للشخص العاديّ، وذات قيمةٍ لدارسي الأدب الشعبيّ المقارن .. السمة المميّزة لهذه الحكايات أنّها تنتمي إلى الأدب الشعبيّ. ولا يوجد شعبٌ في أوروبا كلّها لديه مجموعةٌ كهذه التّحفة من الحكايات الشعبية، فهي تضمّ أكثر القصص الشعبية انتشاراً في أوروبا، كما أنّ أسلوبها هو تحفةٌ فنيةٌ من الزخرفة اللغوية، لكنّ ذلك لم يؤثّر على متعة قراءة النصّ .. فهي لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في باقي أنحاء أوروبا؛ مع اختلافٍ بسيطٍ في الصياغة والحبكة تبعاً للمنطق. وربّما سيحبّها أطفال الشعوب الأخرى عبر العالم؛ كما أحبّها أطفال إيطاليا.

• حكايات شعبية من الصين
نتعرّف في الحكايات الصينية الشعبية إلى أحد أبرز الأدوار التي اضطلعت بها الحكايات على مرّ التاريخ، وهو الدور التعليميّ التربويّ الذي يهدف من خلال قصصٍ تقترب - إلى حدٍّ ما- من واقع الحياة اليومية التي فيها الطيّب والشّرّير، والثريّ والفقير، والجميل والقبيح، فتلقي الضوء على القيم الإنسانية الأساسية كالعدل؛ والحبّ؛ والرحمة؛ والخير..، وإبراز مساوئ المشاعر التي من شأنها إفساد القلب البشريّ كالحسد؛ والغيرة؛ والظلم؛ والغضب... ولعلّ ما يميز هذه الحكايات أنّها تقوم بتوظيف الماورائيات، ولا سيما الآلهة الذين يراقبون أعمال البشر ويتدخلون فيها أحياناً؛ لخدمة القيم النبيلة.. تنبع هذه الحكايات من هذه القيم الإنسانية العامة، وتسعى إلى حمايتها، من دون أن ننسى أنّ الأهم في الحكاية أن تتمكن من جذب القارئ وإمتاعه، وربما جعله ينسى هموم الحياة اليومية بعض الوقت، وهذا ما نجحت فيه بامتيازٍ هذه المختارات الحكائية من أرض الصين الواسعة.

• حكايات شعبية من كوريا
جعلتنا سطوة الأدب الغربيّ لا نهتمّ ولا نعرف إلا أشياء قليلةً عن أدب المجتمعات الإنسانية الأخرى، كالصين واليابان والهند وأندونيسيا؛ وهذا ينطبق على الأدب الكوريّ أيضاً، يعرّفنا هذا العمل بأشهر الحكايات الشّعبية القديمة الكوريّة التي ما زال الكوريّون يتناقلونها فيما بينهم حتى وقتنا هذا. وهي تبيّن المدى العميق الذي بلغته الأساطير وأخبار الجنّ في نفوس الكوريّين، وهي تحمل في الوقت نفسه كثيراً من المعاني والقيم النبيلة؛ إذ تقدّم بعض القصص العظة والعبرة والدّعوة لعمل الخير ونبذ الشّرّ، ويقدّم بعضها الآخر تعريفاً بعظمة مكانة الأمّ، إضافةً إلى فطنة المرأة الشّرقيّة التي تعتزّ بشرفها وكرامتها على الرّغم من مكانتها الهامشيّة في المجتمع.

• حكايات شعبية من إيرلندا
في هذه الحكايات الشعبية نرى البساطة والموسيقى معاً، فهي أدب طبقةٍ من الناس، مازالت تمرّ عليهم أحداث دورة الحياة المعهودة من ولادةٍ وموتٍ وألمٍ وحبٍ، بالطريقة نفسها منذ قرونٍ .. اختيرت هذه المجموعة من الحكايات التي سمعت من أفواه رواتها بالذات؛ أو من التي جمعت من كتّابٍ سمعوها وأعادوا صياغتها ونشرها .. إنّها حكاياتٌ تدخلنا إلى عالم الجنّ والأشباح والساحرات والأميرات والعمالقة. حكاياتٌ مرّت من جيلٍ إلى جيلٍ، ومن لسانٍ إلى لسانٍ، ومن قلبٍ إلى قلبٍ .. لقد اقتفي أثر أولئك الرواة، وتمّت مشاركتهم الحياة في أكواخهم الصغيرة، حتى غدت حكاياتهم موازيةً لآدابنا الحديثة على الرغم من بساطتها.

• حكايات شعبية من الهند
ربّما يستغرب القارئ المعاصر الذي جرفته ثورة المعلومات من طبيعة القصص المعروضة في هذا الكتاب وتركيبها، ولكنّ المثير للاهتمام أنّ الخيال الجامح الذي يميّز هذه الحكايات الشعبية القديمة يلتقي مع ما وفّرته ثورة التّقانة الحديثة من إمكانات التلاعب بالصوت والصورة، والعودة إلى عوالم بدائيةٍ سحيقةٍ تستقطب اهتمام الصغار والكبار، تنقل لنا هذه المجموعة من قصص الخيال أفكاراً وصوراً ورموزاً من أرض العجائب وبلاد المتناقضات؛ فنجد : الرّاجا والفقير؛ والأمير والشحاذ؛ والأميرة والخادمة.. إنّها الهند بكلّ تناقضاتها وأهوالها وسحرها، بطبيعتها الجميلة وشمسها الحارقة، بحيواناتها الغريبة والنادرة، وبفلسفتها الرّوحيّة والصّوفيّة، وبخرافاتها وواقعها.

• حكايات شعبية من فرنسا
هذه الحكايات شعبيةٌ بحقٍّ، أي إنّها تخصّ وقائع يوميةً ملموسةً، عاشها شعب باريس في فترة كتابتها. وهي من هذا المنطلق بعيدةٌ كلّ البعد عن حكايات الجن والسّاحرات وفرسان الأحلام، شخصيّات هذه الحكايات بشرٌ حقيقيون من أبناء الشعب البسيط؛ فالقاصّ يعترف في بعض الحكايات بأنّها قصصٌ حقيقيةٌ، معرباً عن سروره بتخليدها في سطورٍ. فهي تمنح فرصةً لمقارنةٍ قيّمةٍ وطريفةٍ بين عقلية الفرنسيين في تلك الفترة وبين عقلية أحفادهم وسلوكهم اليوم ، فالقاصّ بأسلوبه الواضح والمباشر الذي قد يبدو ساذجاً بالنسبة إلى المؤلفين الفرنسيين المعاصرين يمجّد قيماً معيّنةً مثل قيم تمجيد برّ الوالدين؛ والإحسان إلى المسنين؛ ومدح صفات التضحية والإيثار؛ والحضّ على المثابرة والعمل؛ وتعلّم القراءة والكتابة؛ ونبذ القمار والآمال الخادعة؛ ودحض الدّجل والعرّافات..

• حكايات شعبية من روسيا
في روسيا، كما في غيرها من دول العالم؛ تتلاشى الحكايات الشعبية أمام ما تفرضه الروح العلميّة للتّقدّم الحضاريّ. فالشّاعر الرّعويّ المحبّ للسّفر، و الحكواتيّ المخلص الحاضن المحبوب للعديد من الأجيال نراهم ينقرضون جميعهم، ومعهم تنقرض الأساطير الشعبية والحكايات القديمة والروايات التراثية للأجيال الغابرة، وتندثر معهم آخر أصداء أفراح الأمّة ومعاناتها الأولى، وآمالها ومخاوفها، كان الهدف من جمع هذه الحكايات في المرتبة الأولى أن يتمكّن أطفال العالم من مشاركة أطفال روسيا متعة إلقاء نظرةٍ على العالم السحريّ للأمّة الرّوسيّة القديمة... وتشتمل الحكايات الشعبية على حكايات الحيوانات أيضاً ، وتقدّم الحيوانات فيها مثل كائناتٍ بشريّةٍ في التّصرّف والسّلوك والكلام. وغالباً ما تنطوي هذه الحكايات على دروسٍ وحكمٍ أخلاقيةٍ أو اجتماعيةٍ أبطالها حيواناتٌ.

• حكايات شعبية من هولندا
على الرّغم من الطابع الوعظيّ أحياناً، والتعليميّ في أحيانٍ أخرى، فقد حرص جامع هذه الحكايات على أن تحتفظ في أغلب الأحيان بقيمتها الحكائيّة، معتمداً البساطة الشديدة في أسلوب سرده، والتشويق الذي يناسب عمراً معيناً، فالعنوان الأصليّ الكامل للمجموعة هو "حكاياتٌ شعبيةٌ من هولندا للقرّاء الفتيان". وهكذا استقرّ خياره على نمطٍ من الحكايات التي توازن بين العناصر المدهشة والسحرية وبين الجانب التربويّ التعليميّ، مثل الحرص المستمرّ على شرح جوانب معينةٍ في التاريخ والتراث الهولنديين أو المناطق المحيطة.. ولعلّ الحرص على الجانب التربويّ هو الذي جعل جامع الحكايات الهولنديّة يحصر لغته وحكاياته بالجانب المسالم الهادئ، وإن لم تكن جميع حكاياته تنتهي بنهايةٍ سعيدةٍ بالضرورة؛ لكنّنا في الوقت نفسه لن نجد فيها أثراً للأحداث أو المصائر المفجعة أو الأوصاف العنيفة التي قد نجدها في حكاياتٍ أخرى.

• حكايات شعبية من البنغال
تطوف بنا هذه السلسلة من الحكايات في بلاد البنغال في سياحةٍ نادرةٍ فريدةٍ في أصقاع تلك البلاد؛ للاطلاع على تاريخ أهلها وأساطيرهم وأفراحهم وأحزانهم وأشواقهم، ومعتقداتهم وطرائق عيشهم. هذه الحكايات نموذجٌ أصيلٌ للحكايات البنغالية الموغلة في القدم التي كانت ترويها العجائز من عصرٍ إلى عصرٍ ومن حينٍ إلى آخر. فيها يشعر كلّ فردٍ منّا بإعجابٍ فطريٍّ بروح المغامرة التي تتحدّى القوى القاسية والمدمّرة .. يمكن تتبّع أصل الحكايات الشعبية دائماً إلى بدايات الحضارة، وممّا يثلج الصدر التأكيد بين الحين والآخر أنّ الإنسان يمتلك بعض الدّوافع الطبيعية التي تنبع من إحساسٍ متأصّلٍ بالشّرف، والرّغبة في تقويم أخطاء العالم وإصلاحها.

• حكايات شعبية من الدانمارك
تتمتّع القصص الشعبية الدانماركية بخاصيّةٍ مزدوجةٍ؛ ففي الوقت الذي كانت الخوارق؛ والبطولات؛ والسّحرة؛ وقصص الحبّ المستحيلة والنبيلة تحتلّ فيه حيزاً كبيراً - على غرار ما نجده في معظم القصص الشعبيّ العالميّ - فإنّنا نجد فيها بعداً شديد الواقعية فيما يتعلق برسم الشخصيات وأفكارها ومشاعرها الداخليّة وعناصر الخير والشرّ فيها، كما نجد في هذه القصص جوانب تكاد تكون مأساويةً، ولعلّ هذا عائدٌ لانشغال هذه القصص بمسائل فلسفيةٍ وجوديةٍ؛ على رأسها الموت والخلود، وبأسئلةٍ أخلاقيةٍ كبيرةٍ كالخير والشر والوفاء والخيانة وما إلى ذلك... وبهذا المعنى لا تنتمي هذه القصص من الدانمارك إلى الحكايات الموضوعة أساساً - أو المعدّلة على الأقل - لكي تروى للأطفال، بل إنّها منسوجةٌ بخيالٍ ناضجٍ، ومتناقلةٌ ومرويّةٌ بين الكبار عبر الأجيال؛ وإن كان عنصر الخيال الجامح فيها يجعلها سائغةً للأطفال والفتيان على حدٍّ سواء.

• حكايات شعبية من جورجيا
بدأ الاهتمام ببلاد القوقاز منذ زمنٍ قريبٍ، وقد قرّر جامع هذه الحكايات أن يشاركه أبناء بلده المتعة التي وجدها في هذا الأدب الجورجيّ؛ لأنّه أعجب كثيراً بهذه المنطقة وبشجاعة أهلها وجمالهم .. كما كان للموقع الجغرافيّ لجورجيا بوصفها جسراً يصل بين الشرق والغرب دورٌ كبيرٌ في التبادل، ليس التجاريّ فقط، بل الفكريّ أيضاً، ممّا جعلها حقلاً غنياً لتساؤلات الدارسين وتحقيقاتهم، من خلال علاقاتها الدينية والسياسية مع بيزنطة من جهةٍ، وعلاقتها المباشرة والمتواصلة مع بلاد فارس وتركيّا من جهةٍ أخرى. فقد اكتسبت هذه اللغة أشياء كثيرةً من المسيحية والإسلام، وفيها قد يوجد كثيرٌ من الرّوابط المفقودة في العديد من حلقات التحقيقات الأدبية والتاريخية.

• حكايات شعبية من كندا
جمعت الحكايات التي تضمّها هذه المجموعة من بقاعٍ مختلفةٍ من كندا، سواءٌ أكانت بالقرب من الأنهار أم البحيرات، أو على شاطئ المحيط، أوفي مناطق الغابات حيث لا يزال الحطّابون يحتفظون بشيءٍ من بقايا حياة التنقل والتّرحال القديمة التي لا تزال موجودةً. وقد ترك قوام هذه الحكايات في معظمه كما هو من دون أيّ تغييرٍ، لكن من الطبيعيّ أن تختلف اللغة قليلاً عن لغة الحكاية الأصلية التي نقلها الكاتب من شفاه الرّواة. ومهما كان التغيير الذي طرأ عليها نتيجة انتقالها شفوياً من جيلٍ إلى جيلٍ، فإنّ جوهرها يعود إلى الأيام الأولى لما قبل فجر التاريخ الكنديّ... كندا غنيّةٌ بالحكايات الشعبية القديمة؛ لذا كان من الضّروريّ بذل الجهود لإنقاذها كي لا تضيع وتصبح في طيّ النسيان؛ وإذا كان أدب الحكايات الشعبية يشغل مكانةً مهمةً في تنمية عقل الطفل، فإنّه لا توجد حكاياتٌ شعبيةٌ أفضل من الحكايات المتوافرة في كندا.

• حكايات شعبية من تشيكيا
كان الهدّف من جمع هذه الحكايات هو أن تكون تعبيراً صادقاً عن روح الأمة التشيكية؛ فعلى الرغم من أنّ هذه الحكايات ما هي إلا جزءٌ من الميراث الأوروبيّ المشترك؛ فإنّ روح أمةٍ من الأمم لا يمكن التعبير عنها إلاّ من خلال طريقة سردها للحكايات... كان الإطار العامّ الذي دارت حوله هذه الحكايات هو النزعة الأخلاقية إضافةً إلى روح الطّرافة. فقد حافظ التشيك على حبّهم للحكايات الشعبية؛ وكيّفوها مع حسّهم الأخلاقيّ العالي ومشاعرهم الوطنية، على الرغم من رفضهم لكثيرٍ من المظاهر الخارقة للطبيعة فيها. وإذا وجدت هذه المظاهر الخارقة للطبيعة في حكاياتهم في بعض الحالات فإنها سرعان ما ترتدّ إلى عالم المنطق والمعقول.

• الحكايات الشعبية للغجر
اعتنى جامع هذه الحكايات بالفلكلور، ليس بوصفه فرعاً من فروع القضيّة الغجرية فحسب، بل لأنّه علمٌ قائمٌ بحدّ ذاته؛ لا يمكن لأيّ شعبٍ من الشعوب التخلّي أو الاستغناء عنه في الأدب الشعبيّ، لأنّ ما يطرحه هذا العلم ينطوي بالقدر نفسه على أسئلةٍ تتعلّق بعلومٍ كثيرةٍ، كفقه اللغة؛ وعلم الأجناس والفيولوجيا والإنثولوجيا؛ إضافةً إلى التاريخ؛ والموسيقى؛ والحفريات؛ وغيرها من ضروب المعرفة الأخرى.. لقد ركّز القاصّ سعيه في هذه الحكايات الغجريّة على إثارة اهتمام علماء الفلكلور بالحكايات الشّعبية الغجرية؛ بلا جدوى تذكر حتّى الآن، وقد فقد خلال هذه السنوات العديد من العلماء، كلّهم كانوا من مصادر الحكايات الشعبية للغجر، وضاع برحيلهم كثيرٌ ممّا كان يجب على علماء الفلكلور الاحتفاظ به وألا يدعوه يفلت من بين أيديهم.

• حكايات شعبية سلافية
مع أنّ أغلب التقاليد الشعبية والأعراق الأوروبية قد طرحت على منضدة الدّرس عند بروز علم الأساطير المقارن ، إلاّ أنّ الحكايات السلافيّة لم تفحص حتى الآن إلاّ بشيءٍ يسيرٍ منها.. لذا كانت هذه المجموعة التي تضمّ عدداً من الحكايات الشعبية التراثيّة المأخوذة من أدب أوروبا الشرقية الشعبيّ، ترجمت من مصادر سلافيةٍ حصراً، واختيرت الحكايات من لهجاتٍ متعدّدةٍ ومناطق مختلفةٍ تنطوي على جوانب اهتمامٍ متنوعةٍ... وتشتمل هذه الحكايات الشّعبيّة أيضاً على حكايات الحيوانات، حيث تقدّم هذه الحيوانات فيها مثل كائناتٍ بشريّةٍ في التّصرّف والسّلوك والكلام، كما تنطوي على دروسٍ وحكمٍ أخلاقيّةٍ أو اجتماعيّةٍ أبطالها حيواناتٌ غالباً.

• حكايات شعبية للهنود الحمر
لا يسعنا ونحن نقرأ الحكايات الشعبية للهنود الحمر في أمريكا أو سكانها الأصليين إلا أن نشعر بتلك الطاقة الشعرية الكبيرة الكامنة فيها. فعلى الرغم من شدة بساطة هذه الحكايات، الموضوعة أصلاً لكي تروى للأطفال قبل النوم، شأنها في ذلك شأن جميع حكايات شعوب العالم المختلفة، فإنّها تحفل بالرموز والإشارات إلى تفسير العالم بكلّ مظاهره المادية والطبيعية ونوازع البشر المتصارعة فيه، كما تفسّر عوالم الغيب وألغازه وخوارقه، وتحاول أن تقيم صلة ما معه. نجد كلّ هذا متمثلاً أولاً وأخيراً في السرد نفسه.. وتكشف هذه الحكايات عن جزءٍ كبيرٍ من ثقافة السكان الأصليين، وأنماط عيشهم وتفكيرهم، ونظرة هذه الشعوب إلى قيمٍ مهمّةٍ كالشرّ والخير والموت والصداقة والحرب والبطولة...، فترسم لنا صورةً صادقةً إلى حدٍّ بعيدٍ عن بشرٍ حقيقيين لا "بربريّين" مثلما شاع لزمنٍ طويلٍ، يحتضنون قيماً راسخةً تشكل هادياً لهم في فهم الحياة والتعامل معها.


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

Heart Moon يقول...

شكرا عزيزي على الخبر المفرح ..

عساك ع القوة ^_^

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.