قراءات: رواية "الحرافيش" لـ(نجيب محفوظ)
لا أملكُ تفسيرًا واضحًا عن سبب غياب قراءاتي عن كتابات الروائي العربي الأشهر (نجيب محفوظ)، فيمكن أن تتعدد الأسباب، ما بين إرجاء وتكاسل ومصادفات. ولكنني قرأتُ منذ زمنٍ بعيد الرواية الأكثر جدلا: أولاد حارتنا.
قررتُ هذا العام أن ألتهم هذا التراث الروائي، وبدأتُ بملحمة الحرافيش إثر نصيحة من الصديق "يونس الحراصي".
قرأت هذه الملحمة الطويلة في ثلاثة أو أربعة أيام، ولم أكن أطيق الابتعاد عنها. المثير في الرواية هو تسارع الأحداث وانتقالها من جيلٍ إلى جيل بسرعة كبيرة. تبدأ الرواية بعاشور الناجي، وتنتهي ربما بأحفاد أحفاد أحفاده.
يحكي لك نجيب محفوظ عن الحارة المصرية بفتواتها وشيوخها وسكاراها ونسائها وحرافيشها، في أسلوبٍ تصويري رائع، يفسّر لك تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني.
يصعب جدًا تلخيص الرواية، فأحداثها وشخوصها من أعقد ما يمكن تصوّره في عملٍ أدبي. ولكن الأكيد أن المتعة لا تفارقك وأنت تلتهم صفحاتها، وتعايش رموزها بكل ما فيهم من إباء و ضعة، وحكمة وجنون، وشهامة ونذالة، وإنسانية وشيطانية.
عبقري فعلا نجيب محفوظ، فمثل هذه الملحمة لا تخرج إلا من رأس عبقري!! ولم تكن أبدًا ضربة حظ أن يفوز بجائزة نوبل.
10/10 أمنحها لهذه الملحمة الرائعة...
كنتُ أتمنى لو أتحدث عنها أكثر، ولكنني لو بدأتُ فلن أنتهي...
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.