03 مايو 2009

وردة (صنع الله ابراهيم)

قراءات: كتاب "وردة" لـ(صنع الله ابراهيم)

بعد تأجيلٍ دام طويلا قرأتُ هذه الرواية الشهيرة والمميزة، خصوصًا بعد الجدل الكبير الذي أثارته إثر صدورها، وتهافت العمانيين خاصة على قراءتها. يحكي لنا الراوي الصحفي المصري (رشدي) قصة زيارته لعُمان عام 1992، وكيف كان يبحث عن صديقين عمانيين اشتركا في ثورة ظفار ويود معرفة مصيرهما. وينتقل بنا إلى أواخر الخمسينات في القاهرة ليروي لنا معرفته بهما أثناء دراستهما هناك. الصديقان هما (يعرب) وأخته (شهلا) التي عُرفت فيما بعد باسمها الحركي (وردة). يحصل (رشدي) على يوميات وردة إثر وصية منها ويقدم لنا سردًا تاريخيا مشوقًا لقصة المناضلة العمانية (وردة) وحكاية الثورة في ظفار، مع العديد من الإشارات المتوازية للحركات الثورية في بلاد العرب والعالم (اليمن/السودان/مصر/ليبيا/فيتنام/الصين/الاتحاد السوفيتي/كوبا/تشيلي وغيرها). الرواية في غاية التشويق، تجعلك تقلب الصفحات دون توقف حتى تلتهم صفحاتها الاربعمائة في ساعات. مذكرات (وردة) تصوّر لنا نحن أبناء هذا الجيل الكثير مما لا نعرفه عن تلك الفترة الحرجة، مع الوعي بأهمية قراءة النص على أنه رواية. لا أملك إلا أن أقول بأن صنع الله إبراهيم قدّم شخصية أدبية من الصعب نسيانها، تأخذك معها في تقلباتها ونزواتها وطموحها وإبائها وعنفوانها وضعفها. ما يزيد في تشويق الرواية أننا لا نعرف مصير (وردة)، وتبقى نهايتها سرًا مفتوحًا لكل التأويلات. إلام ترمز (وردة)؟

رواية رائعة بحق! من الواضح أن المؤلف قد بحث طويلا في كل ما يتعلق بتلك الفترة، وهذا جهد كبير يُحسب له، وعلى الروائيين العرب تعلّم ذلك. اختيار الكاتب لطريقة المذكرات تضفي نوعًا من الوثائقية للمعلومات، وكأن ما نقرأه حدث كله فعلا. السرد ممتاز والتصوير أكثر من رائع، والحبكة متميزة. ما أساء إلى الرواية برأيي هو استخدام بعض المشاهد الجنسية التي يتضح جليا أن المؤلف أقحمها إقحاما في النص. مشهد (وعد) وهي تستعرض جسدها ثم تمارس الجنس مع (رشدي) هو أكثر المشاهد فجاجة في الرواية، ولا أعرف كيف خطر ببال صنع الله ابراهيم استخدامه. في الأدب هناك ما يمكن أن يُسمى تبرير أفعال الشخصية وتحولاتها، إذ من علامات ضعف الكاتب أن يُقحم مشهدًا أو فعلا ليس له أساس تبريري في سلوك الشخصية أو أحداث النص. ناهيك عن مشهد عناق الأخ لاخته بلهفة تتحول إلى نشوة جنسية!!
عمومًا، هي رواية ممتعة مفيدة تستحق القراءة بلا شك، وأنصح بها بشدة!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

Y - R يقول...

أذكر أنني قرأت الرواية فور صدورها؛ أي قبل حوالي 9 سنوات... كنت حينها في الصف الثاني الإعدادي تقريبا

فعلا رواية مدهشة بحق، وخاصة أني تعرفت على تفاصيل ثقافية عن عمان لم أكن أدركها من قبل

الرواية بحق من أجود ما قرأت عن عمان لكني أعيب عليها سرد بعض التفاصيل الدقيقة لممارسات وردة الجنسية...
وهنا فخ الكاتب

كل الود أستاذي
رجعتنا للزمن المنسي

أحمد حسن المعيني يقول...

Y-R
نعم هي رواية مدهشة فعلا، لولا تلك السقطات. أراني متشوقًا إلى إعادة قراءتها يومًا ما.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.