قراءات: كتاب "الآخرون" لـ(صبا الحرز)
كثُر الحديث مؤخرًا عن رواية (الآخرون) لكاتبةٍ سعودية شابة تستخدم اسم (صبا الحرز)، صادرة عن دار الساقي. والمتتبع للمنتديات الأدبية الخليجية على وجه الخصوص لا بدّ وأن يلاحظ الكم الكبير من المواضيع والتعليقات والآراء والهجوم على الرواية، لا لشيءٍ إلا لأن الرواية تقتحم أسوار المألوف وتكسر جدران الممنوع، وتضرب على وتر التابوهات؛ حيث تتأسس الرواية على العلاقات الجنسية الشاذة (المثليّة) بين الفتيات.
أجد أن الكثير مما قيل عن الرواية خاطئ، حيث قالوا أنها تستخدم الجنس والعلاقات المثلية لترويج الرواية، وأنها تتبع أسلوب (بنات الرياض) في الطرق على ناقوس الفضائح الاجتماعية. في الحقيقة، أرى أن (الآخرون) تفوق (بنات الرياض) كثيرًا كثيرًا كعملٍ أدبي له وزنه.
يُلاحظ القارئ منذ الصفحات الأولى أنه قد تورّط في متعةٍ أدبية لا مناص منها، فتجذبه اللغة القوية، والتصوير المدهش، والتداعي السلس للأفكار. لا تعتمد الرواية على المشاهد الجنسية كما قيل، ومن يقرأ روايات عربية أخرى يجد أن (صبا الحرز) كانت (مُحترمة) جدًا في تصويرها. كما أن الرواية لا تحتوي على ألفاظ نابية إطلاقا، على خلاف الروايات العربية الأخرى. إذن لماذا كل هذا التشنيع؟ ألأن الكاتبة تحدثت عن العلاقات المثلية؟ هو واقع في نهاية الأمر!
هذا ولم تكتفِ الرواية بطرح ثيمة الشذوذ فقط، بل كانت هناك ثيمة أساسية أخرى هي اضطهاد الأقلية الشيعية في السعودية. وما أعجبني أن الكاتبة لم تتعرض لهذا الاضطهاد بانفعال أو مبالغة، بل بأسلوبٍ أدبي راقٍ يجعل القارئ يستشف كل الرسائل من خلال مشهدٍ أو جملة.
يظلم الراوية من يقول أنها غير أديبة، أو أنها مجرد كاتبة تستغل المواضيع الساخنة لترويج كتابتها. من يقرأ (الآخرون) يجد ثقافة عالية في الأدب والموسيقى والسينما. يُذهلك كمّ الاستشهادات السينمائية التي تستخدمها الكاتبة، وهي أداة أدبية قد تكون جديدة، إلا أنها برأيي موفقة. في الحقيقة، وجدتُ (صبا الحرز) أديبة تستحق الاهتمام والتشجيع، فكثيرًا ما استوقفتني عباراتها الرائعة في الرواية والتي تعكس قدرتها الأدبية، كالعبارة التالية:
(إننا لا نبقي لأي علاقةٍ فرصة إذا جعلنا نقطتها الأولى أفضل نقاطها، ذلك أنها ستكون من دون نقطةٍ تالية جديرة بانتظارها).
أنصح بقراءتها بشدة..(للبالغين فقط)!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
كثُر الحديث مؤخرًا عن رواية (الآخرون) لكاتبةٍ سعودية شابة تستخدم اسم (صبا الحرز)، صادرة عن دار الساقي. والمتتبع للمنتديات الأدبية الخليجية على وجه الخصوص لا بدّ وأن يلاحظ الكم الكبير من المواضيع والتعليقات والآراء والهجوم على الرواية، لا لشيءٍ إلا لأن الرواية تقتحم أسوار المألوف وتكسر جدران الممنوع، وتضرب على وتر التابوهات؛ حيث تتأسس الرواية على العلاقات الجنسية الشاذة (المثليّة) بين الفتيات.
أجد أن الكثير مما قيل عن الرواية خاطئ، حيث قالوا أنها تستخدم الجنس والعلاقات المثلية لترويج الرواية، وأنها تتبع أسلوب (بنات الرياض) في الطرق على ناقوس الفضائح الاجتماعية. في الحقيقة، أرى أن (الآخرون) تفوق (بنات الرياض) كثيرًا كثيرًا كعملٍ أدبي له وزنه.
يُلاحظ القارئ منذ الصفحات الأولى أنه قد تورّط في متعةٍ أدبية لا مناص منها، فتجذبه اللغة القوية، والتصوير المدهش، والتداعي السلس للأفكار. لا تعتمد الرواية على المشاهد الجنسية كما قيل، ومن يقرأ روايات عربية أخرى يجد أن (صبا الحرز) كانت (مُحترمة) جدًا في تصويرها. كما أن الرواية لا تحتوي على ألفاظ نابية إطلاقا، على خلاف الروايات العربية الأخرى. إذن لماذا كل هذا التشنيع؟ ألأن الكاتبة تحدثت عن العلاقات المثلية؟ هو واقع في نهاية الأمر!
هذا ولم تكتفِ الرواية بطرح ثيمة الشذوذ فقط، بل كانت هناك ثيمة أساسية أخرى هي اضطهاد الأقلية الشيعية في السعودية. وما أعجبني أن الكاتبة لم تتعرض لهذا الاضطهاد بانفعال أو مبالغة، بل بأسلوبٍ أدبي راقٍ يجعل القارئ يستشف كل الرسائل من خلال مشهدٍ أو جملة.
يظلم الراوية من يقول أنها غير أديبة، أو أنها مجرد كاتبة تستغل المواضيع الساخنة لترويج كتابتها. من يقرأ (الآخرون) يجد ثقافة عالية في الأدب والموسيقى والسينما. يُذهلك كمّ الاستشهادات السينمائية التي تستخدمها الكاتبة، وهي أداة أدبية قد تكون جديدة، إلا أنها برأيي موفقة. في الحقيقة، وجدتُ (صبا الحرز) أديبة تستحق الاهتمام والتشجيع، فكثيرًا ما استوقفتني عباراتها الرائعة في الرواية والتي تعكس قدرتها الأدبية، كالعبارة التالية:
(إننا لا نبقي لأي علاقةٍ فرصة إذا جعلنا نقطتها الأولى أفضل نقاطها، ذلك أنها ستكون من دون نقطةٍ تالية جديرة بانتظارها).
أنصح بقراءتها بشدة..(للبالغين فقط)!
1 comments:
أجد الكاتبة صبا الحرز كاتبة وإن واصلت سوف تكون لها مكانه مميزة في الأدب العربي الحديث هذا لو أستمرت بالكتابة أننا نترقب لها عمل ثاني ،
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.