قراءات: كتاب "جمال عبد الناصر آخر العرب" لـ(سعيد أبو الريش)
من منا ينسى هذه العبارات الخالدة بصوت عبد الناصر:
(باسم الأمة، قرار من رئيس الجمهورية، تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية)
(وأقول لكم بصدق - وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة - فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائيًا عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر. )
صدر الكتاب بالإنجليزية عام 2004، ثم صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في حوالي 420 صفحة من القطع الكبير عام 2005، مُترجمًا عن الإنجليزية التي يكتب بها المراسل الصحفي العربي الشهير سعيد أبو الريش.
المشكلة التي تتكرر دومًا في المؤلفات عن جمال عبد الناصر أو الناصرية هي غياب الحيادية، فإما أن تسمع بين حنايا الكتاب هتافات الجماهير الناصرية، أو أن تشتمّ رائحة الحقد والغضب والكراهية لشخص عبد الناصر وسياسته. تبحث دائما عن مصادر موثوقة فتختار مثلا محمد حسنين هيكل، ولكنه ناصري حتى الصميم، فتتجه إلى مذكرات أنور السادات، فتجده يحاول نسبة كل شيء لنفسه، وتختار مؤلفين آخرين من دولٍ أخرى، وخصوصًا الإسلامويين، فتجدهم يكيلون اللعنات لعبد الناصر.
في هذا الكتاب يقدّم لنا (سعيد أبو الريش) دراسة حيادية مميزة ونادرة عن حياة جمال عبد الناصر السياسية. ينتقل بنا من نشأة جمال عبد الناصر إلى بداية ثورة 23 يوليو، ثم الحروب مع إسرائيل وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي والخلافات مع العرب وانقسام أعضاء مجلس الثورة والإصلاحات السياسية والاقتصادية والفساد واضطهاده الإخوان المسلمين وعلاقته بالمشير عبدالحكيم عامر وياسر عرفات والملك حسين والملك فيصل والبعثيين، والكثير الكثير.
أجمل ما في هذا الكتاب أنه يقدّم لك وصفًا حياديًا، وتحليلا منطقيًا لمجريات الأحداث في عصر عبد الناصر. يذكر لك المحاسن والمساوئ على السواء، ويجعلك أنت تحكم بنفسك. لا يتجاهل ما قاله أعداؤه، ولا يفخّم ما قاله أنصاره، بل يتخذ طريقًا بين ذلك. هذا ويذهلك كم المعلومات التي يكشفها هذا الكتاب، ما بين مؤامرات وخيانات وفساد كبير بين العرب.
نعم لا يخفي سعيد أبو الريش أنه يحب جمال عبد الناصر، وأنه بكى كثيرًا يوم مات، ولكنه أصرّ على الموضوعية في كتابه (ولا أزعم أنه يستطيع تحقيقها).
يبقى جمال عبد الناصر الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي، وربما كان كل ما وصفه به أنصاره وأعداؤه، فقد كان ثائرًا، ومصلحًا، وديكتاتورًا، وطاغية، وشجاعًا، ونزيهًا، وعربيًا حتى الصميم خذله الآخرون.
كتاب من أجمل ما كُتب عن سيرة عبدالناصر السياسية. أوصي به بشدة.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
من منا ينسى هذه العبارات الخالدة بصوت عبد الناصر:
(باسم الأمة، قرار من رئيس الجمهورية، تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية)
(وأقول لكم بصدق - وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة - فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائيًا عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر. )
صدر الكتاب بالإنجليزية عام 2004، ثم صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في حوالي 420 صفحة من القطع الكبير عام 2005، مُترجمًا عن الإنجليزية التي يكتب بها المراسل الصحفي العربي الشهير سعيد أبو الريش.
المشكلة التي تتكرر دومًا في المؤلفات عن جمال عبد الناصر أو الناصرية هي غياب الحيادية، فإما أن تسمع بين حنايا الكتاب هتافات الجماهير الناصرية، أو أن تشتمّ رائحة الحقد والغضب والكراهية لشخص عبد الناصر وسياسته. تبحث دائما عن مصادر موثوقة فتختار مثلا محمد حسنين هيكل، ولكنه ناصري حتى الصميم، فتتجه إلى مذكرات أنور السادات، فتجده يحاول نسبة كل شيء لنفسه، وتختار مؤلفين آخرين من دولٍ أخرى، وخصوصًا الإسلامويين، فتجدهم يكيلون اللعنات لعبد الناصر.
في هذا الكتاب يقدّم لنا (سعيد أبو الريش) دراسة حيادية مميزة ونادرة عن حياة جمال عبد الناصر السياسية. ينتقل بنا من نشأة جمال عبد الناصر إلى بداية ثورة 23 يوليو، ثم الحروب مع إسرائيل وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي والخلافات مع العرب وانقسام أعضاء مجلس الثورة والإصلاحات السياسية والاقتصادية والفساد واضطهاده الإخوان المسلمين وعلاقته بالمشير عبدالحكيم عامر وياسر عرفات والملك حسين والملك فيصل والبعثيين، والكثير الكثير.
أجمل ما في هذا الكتاب أنه يقدّم لك وصفًا حياديًا، وتحليلا منطقيًا لمجريات الأحداث في عصر عبد الناصر. يذكر لك المحاسن والمساوئ على السواء، ويجعلك أنت تحكم بنفسك. لا يتجاهل ما قاله أعداؤه، ولا يفخّم ما قاله أنصاره، بل يتخذ طريقًا بين ذلك. هذا ويذهلك كم المعلومات التي يكشفها هذا الكتاب، ما بين مؤامرات وخيانات وفساد كبير بين العرب.
نعم لا يخفي سعيد أبو الريش أنه يحب جمال عبد الناصر، وأنه بكى كثيرًا يوم مات، ولكنه أصرّ على الموضوعية في كتابه (ولا أزعم أنه يستطيع تحقيقها).
يبقى جمال عبد الناصر الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي، وربما كان كل ما وصفه به أنصاره وأعداؤه، فقد كان ثائرًا، ومصلحًا، وديكتاتورًا، وطاغية، وشجاعًا، ونزيهًا، وعربيًا حتى الصميم خذله الآخرون.
كتاب من أجمل ما كُتب عن سيرة عبدالناصر السياسية. أوصي به بشدة.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.