03 مايو 2009

السجينة (مليكة أوفقير وميشيل فيتوسي)

قراءات: كتاب "السجينة" لـ(مليكة أوفقير) و (ميشيل فيتوسي)


ترجمت الكتاب: ميشيل خوري

سمعتُ كثيرًا جدًا عن هذا الكتاب، ولم يكد يخلُ منتدى أدبي من الإشارة إليه والنصح به. كما أنه أثار بعض الجدل حول صحة ما جاء فيه، إلا أن المتفق عليه هو الأثر الكبير الذي تخلّفه أحداث هذه السيرة الذاتية في القارئ.

الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية لـ(مليكة أوفقير) ابنة الجنرال المغربي (محمد أوفقير) وقضية الانقلاب الشهيرة التي قام بها ضد الملك (الحسن الثاني)، ثم تعرضه للقتل بعد فشل الانقلاب، وتعرض أسرته للانتقام بالسجن عشرين عامًا في ظروف تفطر القلوب.

يبدأ الكتاب بوصف السنين التي قضتها (مليكة) في القصر الملكي عندما تبنّاها الملك (محمد الخامس). شخصيًا مللتُ الكتاب بسبب هذا الفصل، الذي يصف القصر وآدابه وأثاثه وأبهته وحريمه وجلاديه وكل شيء. ولكن تكشّفت لي بعد ذلك أهمية هذا الوصف.

ولكن تبدأ الروعة والإثارة عندما يتم سجن (مليكة) وأمها وإخوتها وخادمتين معهما في عدة سجون مغربية في الصحراء، لمدة تزيد عن ال16 عامًا. يا لقسوة هذا الانتقام الذي يسجن أطفالا أصغرهم عمره سنتان ونصف السنة، ولا يخرج إلا بعد بلوغه الثامنة عشر.

من أكثر المواقف التي أثرت فيني ذهول هذا الطفل (أو المراهق بعد خروجه) من كل شيء، فهو لم يعش إلا في السجون، حتى أنه خاف من الإسفلت الذي لم يره يومًا!

والموقف الذي يقتلك ألمًا هو قرار الانتحار الجماعي الذي اتخذوه بعد سنين طويلة من السجن، فتعمل الأخت على محاولة قتل أختها حتى تريحها!!

في بعض الأحيان شعرتُ بأن الكاتبة تبالغ وتشطح في الخيال كي تظهر على أنها بطلة، إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون هناك الكثير من الصدق. حتى ولو كان الصدق قليلا، فإن ذلك القليل كافٍ كي يقتلك ألمًا.

الترجمة جاءت في رأيي ممتازة، بلغة عربية سليمة سلسة في مجملها، وقد استطاعت بثّ الألم بكل اقتدار.

أعتقد أنه كتاب هام جدًا ومثير، وأوصي بقراءته.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.