03 مايو 2009

3 رسائل في نظرية الجنس (سيغموند فرويد)

قراءات: كتاب "ثلاث رسائل في نظرية الجنس" لـ(سيغموند فرويد)

ترجم الكتاب: محمد عثمان نجاتي

نصحني أستاذ في المرحلة الثانوية قائلا: "لا تحكم على كاتب دون أن تقرأ له، ولو تحدثت الدنيا كلها عنه". قرأتُ منذ زمنٍ بعيد الكثير عن (فرويد) وإسهاماته الرائدة في علم النفس، وبالأخص نظريته الثورية في الجنس وأهميته في حياة البشر. أشار إليه مصطفى محمود وأنيس منصور وغازي القصيبي وغيرهم الكثير ممن قرأت لهم، ولكنني قررتُ في معرض الكتاب الأخير أن أنصاع لنصيحة الاستاذ الجليل.

وجدتُ في الكتاب بحثًا ممتازًا، خصوصًا عند اعتبار المرحلة الزمنية التي أجري فيها البحث. لقد حاول (فرويد) تتبع الانحرافات الجنسية ومنابعها في الطفولة، إلى جانب النمو الجنسي عند الإنسان في مرحلة الطفولة ثم البلوغ.

ما يؤخذ على (فرويد) عادة هو أنه يصف سلوكيات الأطفال على أنها أفعال جنسية، كالتلذذ بالرضاعة، والتلذذ بالتبرز، ومصّ الإبهام. وعادة ما يؤخذ كلام (فرويد) مقطوعًا من سياقه دون ذكر الأسباب التي جعلته يرى ذلك. يعتقد (فرويد) أن الغريزة الجنسية عند الأطفال غير مكتملة وغير منفصلة عن غريزة الغذاء، لذا يجد الطفل لذة في الرضاعة ومصّ الإبهام.

من الآراء الجريئة التي يطرحها (فرويد) الاستعداد الفطري في الإنسان للانحرافات الجنسية، بدليل أنها تحدث بتأثيرات خارجية أيضًا. وكذلك رأيه في استعداد الإنسان الفطري لجنس المحارم، لولا أن البيئة والأخلاق والمجتمع تكبت هذه الرغبة منذ الصغر. قد تجدون هذا القول سخيفًا غير معقول، ولكن ألم يكن البشر الأوائل يتزوجون من إخوانهم وأخواتهم؟

هناك الكثير من الأفكار الجريئة والرائعة في نظرية (فرويد)، ولا يسع لها المقام هنا. ولا أنكر أن هناك بعض الأفكار الغريبة التي لم يستطع التدليل عليها باعترافه. قد لا أتفق مع الكاتب في عديدٍ من أفكاره، ولكنني أحترم جهده، ولا أسفهه كما فعل الكثيرون، منهم من لم يقرأ له أصلا!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.