02 مايو 2009

الموت يمر من هنا (عبده خال)

قراءات: رواية "الموت يمر من هنا" لـ(عبده خال)



قليل أن أقول: "إنها واحدة من أروع ما قرأتُ في حياتي كلها"!!!

أخشى أن أصفها فأهضمها حقها...
رواية (الموت يمر من هنا) طويلة تقع في ما يزيد على الخمسمائة صفحة، ولكنها من الروايات القلائل التي لا تشعر معها بالملل أبدًا. في الرواية يتعدد الراوي، فنجد في كل فصل شخصية من شخوص الرواية تنقل لنا الأحداث، والجميل أن الروايات قد تتقاطع وقد تختلف، كل حسب وجهة نظره. والأجمل أن التكرار قليل، بل كل شخص يعطيك أحداث أخرى كثيرة كثيرة.

يروقني أسلوب (عبده خال) كثيرًا، فهو يؤرجحك ما بين الحدث واللغة الجميلة، بحيث لا يُتعبك بالحدث المتواصل، ولا يضجرك باستعراض لغته. يا إلهي كيف يستطيع هذا الكاتب إحكام التوازن في أسلوبه!

الخلاصة التي قد يصل إليها جميع قراء عبده خال هي الخيال الخصب جدا جدا جدا. لهذا الكاتب خيال غير طبيعي، فلا يمكنك إلا أن تفغر فاهك تعجبًا "من أين يأتي بهذه القصص والشخوص كلها؟".

قليل من كتاب العالم يستطيع أن ينحت شخوص رواياته في ذاكرتك، ولكن (عبده خال) طبع في عقلي شخصيات كثيرة من روايتين فقط. كيف استطاع خلق هذه الشخصيات؟؟ من أين أتى بدرويش المجنون؟ كيف أحكم شخصية الجدة نوار؟ وكيف يقوى على خلق شخصية السوادي؟؟

يقول د. غازي القصيبي على غلاف الرواية:
"...إن الإنسان الذي يستطيع أن يعذبك هذا العذاب كله، أن يشقيك هذا الشقاء كله عبر رواية..مجرد رواية..لا بد أن يكون روائيا موهوبا..تحبه لموهبته..وتكرهه لأنه يذكرك بالمأساة الإنسانية..."

صدقتَ يا غازي...

أطلتُ كثيرًا...ولكن بأمانة الرواية والكاتب يستحقان أضعاف أضعاف ذلك.

لكل عشاق الروايات الحقيقية...التهموا هذه الرواية!

التقييم الشخصي : 10/10
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

غير معرف يقول...

الرواية جميلة حقا أحمد لكن في بدايتها

قرأتها ولم أكمل قراءتها

ربما لأنني لم أعتد قراءة عبده خال ( قرأت له فسوق والأوغاد يضحكون)

مع أنني أعجبت بالفانتازيا التي تغرق فيها الرواية

لكن بحق شعرت بركود في منتصف الرواية ولم أقو على إكمالها

أسلوب عبده خال لا أختلف معك في جماله لكنه في هذه الرواية أطال كثيرا مما أصاب الحدث بركود تام حسب ما أراه

هل لأنها روايته الأولى؟


أتمنى أن أعود إلى قراءتها مجددا كي أوضح ما قصدته هنا أكثر

كل الود لك

أحمد حسن المعيني يقول...

العزيز/وليد
ربما بالغتُ عندما قلتُ بأن القارئ لا يشعر معها بالملل أبدًا، ولكن الحقيقة هي أن الرواية تتطلب صبرًا لأكثر من مائة صفحة إلى أن تبدأ الأحداث بالتسارع. في البداية هناك شخوص كثيرة وإسهاب في تحديد المناخ العام، وبالفعل يشعر القارئ بملل شديد. ولكن برأيي إذا أعطيتها فرصة أكبر، ستجد متعة أكبر مما تتخيل.
لستَ الوحيد يا وليد الذي لم يقوَ على قراءتها، فأذكر أنني أهديتها الصديق العزيز هلال المعمري، ولم يكملها. عمومًا، عُد إليها واصبر، وثق برأيي أنك لن تندم أبدًا.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.