03 مايو 2009

النبي (جبران خليل جبران)

قراءات: كتاب "النبي" لـ(جبران خليل جبران)

ترجم الكتاب: ميخائيل نعيمة
أمضيتُ مع هذا الكتاب وقتًا من أروع الأوقات. يا إلهي كيف استطعتُ تأجيل قراءته كل هذي السنين!!
هي قصة (المصطفى) الزاهد الذي عاش في مدينة (أورفليس)، ويوم رحيله طلب منه أهل المدينة أن يعطيهم من حكمته وتعاليمه، فوقف يجيب على أسئلتهم جميعًا، في الحب والحياة والصداقة والدين والفرح والحزن واللذة والزواج..الخ، بفلسفة السهل الممتنع، والكلام العميق الرصين.

هو كتابٌ لا يُقرأ مرة واحدة، بل يجب أن يكون في متناول اليد دائمًا. كتبه (جبران) بشاعرية رائعة، وحكمةٍ بالغة، وإحساسٍ صادق.

يقول (النبي) فيما يقول عن الجريمة والعقاب:
كثيرًا ما سمعتكم تتكلمون عمّن يقترف جرمًا بينكم كما لو كان ليس منكم، وكما لو كان غريبًا عنكم، ودخيلا على دنياكم...وكما أن ورقةً واحدةً على الشجرة لا تصفرّ إلا بمعرفة الشجرة كلها، كذلك لا يستطيع المجرم أن يقترف جرمًا إلا بالإرادة الخفية التي هي إرادتكم كلكم. إنكم تمشون موكبًا واحدًا نحو ذاتكم الإلهية. أنتم الطريق، وأنتم السالكون فيه. وعندما يسقط أحدكم فإنما يسقط نذيرًا للماشين خلفه بوجود حجر عثرةٍ في الطريق. أجل. وهو يسقط في سبيل الذين تقدموه كذلك لأنهم، وإن كانوا أثبت منه قدمًا وأوسع خطى، إلا أنهم لم يرفعوا حجر العثرة من الطريق...

ويقول في ما يقول عن التعليم:
ليس في مستطاع أي إنسان أن يكشف لكم غير ما هجع نصف هجعةٍ في فجر معرفتكم. والمعلم الذي يتخطّر بين تبّاعه في ظلّ الهيكل لا يعطي من حكمته، بل من إيمانه ومحبته. وهو إن يكن بحق حكيمًا، فلن يدعوكم لتدخلوا بيت حكمته، بل يقودكم إلى عتبة الفكر الذي هو فكركم...

وعن الصداقة:
إن صديقك هو حاجتك وقد انقضت...

وعن الكلام :
إنكم تتكلمون عندما ينقطع حبل السلام بينكم وبين أفكاركم...

وغيرها الكثير..أنصح الجميع بالتهام هذه الجرعة الإنسانية العميقة!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

عقيلة اللواتي يقول...

إنه الكتاب الذي أقرؤه في الفترة الحالية. جيد. كنتُ قد ركنته لعدة أيام ويبدو أنني سأعود إلى إكماله الآن.

غير معرف يقول...

قرأت هذه الرواية وهي جميلة جدا ... استمتعت بها ... ومثل ما ذكرت لا تقرأ مرة واحدة فقط بل يجب أن تكون في متناول اليد دائما ...

لك كل الود

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.